يواجه كثير من الأطفال مشكلة التأخر الدراسي وصعوبات التعلم على مدار سنوات طويلة، ويبدأ ذلك في التأثير على علاقاتهم بآبائهم وأقرانهم أيضًا. يبدأ الأمر بملاحظة الآباء والأمهات لتدني علامات الطفل، وصعوبة تركيزه، وتعسره في التعلم مقارنة بأقرانه وأخوانه. ونجد أن الحل الأول الذي تعتمده الأسرة هو زيادة وقت الاستذكار، وتقليل وقت اللعب، والكثير و الكثير من الحزم. بينما يجدوا أن النتيجة جاءت بشكل عكسي، فالطفل لازال يواجه نفس الصعوبات، بل ويلاحظ الأهل أن المشاكل لم تعد تعليمية فقط بل أثرت على الصحة النفسية للطفل أيضًا.
وفي حين ظن الآباء والأمهات أن المشكلة تكمن في قدرة طفلهم على التحصيل وذكاءه، هي فقط تكمن في عدم فهم مفاتيح وقدرات ونوع ذكاء طفلهم، لذلك فإن إجراء اختبار الذكاء للأطفال في العمر المناسب يساعد الآباء على فهم الأصل وراء تعسر الأبناء في الدراسة، ومواطن الضعف، والقوة الخاصة بهم بكل سهولة، للعمل عليها بشكل أسهل.
ويتركز النمو العقلي للطفل بشكل رئيسي على تطور الدماغ منذ الولادة وحتى سن الخامسة، لا يعني ذلك أن عقلنا يتوقف عن التطور بعدها، ولكن تلك السنوات الخمس هي الأهم في عمر أي طفل. ولذلك فإن ذلك التطور المبكر هو بمثابة مؤشر لقدرة الطفل على الاستيعاب، والتعلم، والمضي قدمًا في الحياة.
ما هي اختبارات ذكاء الأطفال؟
يعود الفضل في فكرة اختبارات ذكاء الأطفال إلى عالم النفس الفرنسي ألفريد بينيت الذي طور سنة 1905 مع زميله تيودور سيمون اختبار ذكاء IQ Test يتكون من أسئلة متدرجة الصعوبة هدفها قياس مستوى ذكاء الطفل، تبدأ بمستوى الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية حتى مستوى الأطفال العباقرة. وقد أسمى الشريكان الاختيار Binet-Simon Scale والهدف منه قياس نسبة استعداد الطفل وقدرته على التعلم بشكل عام.
أهمية اختبارات ذكاء الأطفال
تكمن الكثير من النقاط الهامة وراء معرفة قدرات الطفل الفكرية والعقلية، والتي بدورها ستفتح لكِ أبواب معرفة بينك وبين طفلك، وأهمها:
اكتشاف مواهب طفلك: كثير من الأطفال المتأخرين دراسيًا هم رياضيون بارزون أو فنانون ذو حس فني مرهف، مما يؤكد أن هذا الطفل ليس بطفل غبي، بل ذو ذكاء غير مكتشف وغير مستغل بالمرة، لذا عند فهم كيف يعمل مخ ابنك عندها فقط ستتمكنين من وضعه في المكان الصحيح له، مما سيمكنك من تحسين مستواه الدراسي أيضًا من خلال اكتشاف مواهبه وتنميتها.
تحديد وحل مشكلات التعلم: سيساعدك قياس نسبة ذكاء وقدرة الطفل على التعلم في اكتشاف المشاكل الدراسية التي تواجهه، فبعض الآباء يظنون أن عدم قدرة الطفل على القراءة تعني أنه ببساطة غبي، بينما يمكن أن يكون ذلك من علامات اصابته بعسر القراءة على سبيل المثال. عندما يتعرف الآباء على نوع المشكلة يتمكنوا من التوجه إلى الشخص المختص وتلقي التدريبات والحلول المناسبة لطفل مصاب بمتلازمة العناد الشارد على سبيل المثال.
تجنب المشاكل النفسية للطفل: صعوبات التعلم و شعور الطفل بأنه يمتلك قدرات ذهنية و عقلية تختلف عن أقرانه تسبب مشاكل نفسية مثل الشعور بعدم الثقة على سبيل المثال. لذلك فإن التواصل مع طفلك وفهم نقاط القوة والضعف الخاصة به هي الحل الأول و الأهم في فهم سيكولوجية قدرات طفلك العقلية والفكرية، بالإضافة إلى تعزيز مهارات الذكاء العاطفي لديه.
تشخيص الإعاقات العقلية مبكرًا: يمكنك إجراء اختبار الذكاء الخاص بالأطفال لتشخيص الأمراض العقلية والذهنية بشكل مبكر والتي يمكن عدم ملاحظاتها بالمرة في مراحل الطفولة المبكرة، مثل التوحد وغيرها من الأمراض.
متى يمكن إجراء اختبارات الذكاء للأطفال؟
تبدأ صلاحية فكرة إجراء اختبار الذكاء في الفترة التي يبدأ فيها الطفل بالتحدث، فلا يمكن إجراؤه قبل سن الثالثة، وأنسب وقت للقيام بالاختيار هو بين سن 3-8 سنوات، حيث يكون الطفل واع وقادر على فهم الأسئلة والإجابة عليها، وفي نفس الوقت في سن صغيرة تمكن الآباء والأمهات من اكتشاف مواطن القوة و الضعف الخاصة بطفلهم مبكرًا.
ما هي أشهر اختبارات الذكاء؟
- مقياس ستانفورد بينيت (Stanford-Binet Intelligence Scales).
- مقياس ويشلر للأطفال (Wechsler Intelligence Scale for Children).
- مقياس القدرة التفاضلية (Differential Ability Scales).
اختبارات مجانية لقياس ذكاء الأطفال
يمكنك خوض تجربة اختبارات مقياس الذكاء العقلي والفكري مع طفلك بالمنزل مجانًا من خلال بعض المواقع التي تقدم خدمة الاختيارات، ومنها:
http://www.funeducation.com/Tests/IQ.aspx https://www.iq-test-for-kids.com http://www.teststeststests.com/IQTests.html http://www.kidsmathgamesonline.com/quizzes/freeiqtest.html