دخول أولياء الأمور
العربية

مجرد فيلم كرتون؟ تعرف على الآثار السلبية والإيجابية لأفلام الكرتون

مشاهدة أفلام الكرتون والتلفزيون بشكل عام أصبح جزءًا لا يتجزأ من مرحلة الطفولة لأنها تعتبر مصدر تسلية وتعلم رئيسي عند الأطفال، لما لهذه الأفلام والحلقات الكرتونية من ألوان مبهرة وجذابة وأبطال خارقين تتسم شخصياتهم بصفات تلفت انتباه الأطفال وتؤثر عليهم ليس فقط على تكوين آرائهم بل تؤثر في طريقة تعبيرهم عن أفكارهم وأسلوبهم في التعامل مع المحيطين وتكوين شخصيتهم بشكل عام.

أفلام الكرتون هي بوابة الطفل للتعرف على العالم وإرضاء صفة الفضول التي يتسم بها كل الأطفال، حيث يمضون وقتهم بين المدرسة والمنزل وأحيانًا النادي فلا يوجد مساحة كفاية للتعرف على العالم بالشكل الذي يقدمه المحتوى الترفيهي المعروض على شاشة التلفزيون.

أثبتت الدراسة التي أجراها الخبراء في جامعة ميتشغان أن الأطفال بعمر من 2 لـ 5 سنوات يشاهدون أفلام الكارتون والرسوم المتحركة بمعدل 32 ساعة في الأسبوع، بينما الأطفال من سن 6 لـ 11 عام يصل عدد ساعات المشاهدة إلى 28 ساعة، كما أظهرت هذه الدراسة أن 71٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 18 عامًا لديهم جهاز تلفزيون منفصل، و53٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 12 عامًا يشاهدون التلفزيون بدون إشراف الوالدين.

وأوضح القائمين على الدراسة البحثية من نفس الجامعة أن الأطفال ينجذبون إلى الرسوم المتحركة أكثر من التعلم من المصادر التقليدية والأكاديمية، والسبب الرئيسي يعود إلى الأفكار والسيناريوهات التي تقدمها الرسوم المتحركة التي تثير مشاعر الحماس والشجاعة والمرح عند الأطفال، مدعمة بالمؤثرات السمعية والبصرية وحلول الألوان، كما أثبتت دراسات العلماء أن الأطفال لا يعتمدون على التعلم من الرسوم فحسب، بل يحفظون ويقلدوا أيضًا سلوك الشخصيات الكرتونية نظرًا لقدراتهم المعرفية.

يفتقد الأطفال المهارات الكافية لتقييم أفلام الكارتون وفهم ما إذا كانت تمتلك قيمة فنية جيدة كفاية أو رديئة، كما لا يعرفون كيفية الحكم على أفعال البطل هي أشياء لا يعرفها الطفل.

أصبحت أفلام الكرتون في عصرنا هذا متنوعة ومختلفة بشكل كبير، فمنها المفيد ومنها السيء ولذا تعتبر سلاح ذو وجهين يمكن أن يفيد في تنشئة سليمة لأبنائك والعكس فيمكن لفيلم كرتون سيء واحد أن يغير شخصية ابنك تمامًا إلى الأسوأ، ومع الدور الكبير الذي تلعبه الرسوم المتحركة في حياة أطفالنا فمن الطبيعي على الآباء أن يكونوا مدركين تمام الإدراك للآثار الإيجابية والسلبية لهذه الأفلام والبرامج الكرتونية، وسنسرد إليك فيما يلي كلاهما:

التأثير الإيجابي:

لأفلام الكرتون العديد من الآثار الإيجابية على شخصية أطفالنا وسلوكهم واكتسابهم للمعرفة والمهارات،

وسيلة فعالة للتعلم، وحفظ المعلومات الجديدة الحروف الأبجدية، والأرقام، والألوان.

تضيف الحكايات المختلفة التي تقدمها أفلام الكرتون مثل القصص التاريخية وسيرة الأنبياء المزيد من المعرفة والارتباط عند الأطفال بهويتهم الدينية والحضارية،

وتجعلهم أكثر فهمًا لتاريخنا الإسلامي وتاريخ بلادنا وتساعدهم على تكوين هوية سليمة يمكنهم الاعتماد عليها في بناء المعتقدات فيما بعد،

بالإضافة إلى أفلام الكرتون التي تتحدث عن العلاقات الإنسانية والمخاوف التي يواجهها الأطفال في الصغر مثل الثقة بالنفس أو التنمر وعدم الشعور بالانتماء وتسليط الضوء على هذه المشكلات وحلها يساعدهم إيجابيًا على تجاوز هذه المخاوف

واكتساب المهارات التي كان يتحلى بها بطل العمل الكرتوني، مثل مهارات التواصل ومهارة حل المشكلات.

تتميز هذه الحكايات بقدرتها على تحسين العلاقات الاجتماعية، وتقوية الرابطة الأسرية بين الآباء والأبناء والأخوة،

وفي بعض الأعمال الكرتونية تذكر العديد من النصائح التربوية والإرشادية مثل الأشياء التي يجب على الطفل تجنبها كي لا يقعوا في نفس المشكلة التي وقع بها بطل القصة، أو بعض الآداب العامة مثل آداب النظافة الشخصية وآداب الطعام، وأخيرا تنمية صفات جيدة مثل الصدق والتعاون والشجاعة.

كما تلعب أفلام الكرتون دورًا أساسيًا في تحسين اللغة عند الأطفال سواء اللغة العربية أو الإنجليزية حيث يساعد سماع اللغة الصحيحة في سن صغير على تحسينها واكتساب مفردات جديدة قد لا يسمعها في مجتمعه.

كما تساعد أفلام الكرتون على تنمية الإبداع وإطلاق العنان للخيال والأحلام وأمنيات الأطفال فقد يدفعهم فيلم كرتوني واحد لبدأ هواية في الرسم أو الكتابة أو ممارسة رياضة معينة.

التأثير السلبي:

وبرغم العديد من التأثيرات الإيجابية تميل العديد من الأفلام والمسلسلات الكرتونية في الفترة الأخيرة إلى إضافة العنف، وحشر صفات لا تتناسب مع الفطرة السليمة مما يؤثر على الصحة النفسية للطفل وينمي لديه ميول عدوانية وصفات مكروهة.

أغلب الأفلام المعروضة تنتجها شركات أجنبية، قد لا يتناسب دائمًا المحتوى مع ما قيم الدين الإسلامي ولا تنشئة الأسر العربية وتقاليد المجتمع التي تربينا عليها، فمعظم هذه الأفلام تكون مدبلجة من الأفلام الغربية، فأحيانًا تكون بعيدة كل البعد عن الأخلاق الكريمة والفطرة السليمة مما يجعل الطفل يكتسب هذه العادات السيئة.

ومن هذه الصفات اكتساب صفة الكذب أو العصبية أو تقليد شخصيات لا تتوافق مع الخلفية الدينية للطفل، أو جذب انتباه الأطفال على العديد من الأشياء التي لا تتماشى مع مرحلة الطفولة مثل الحب والارتباط والإعجاب بالطرف الآخر وتكوين علاقات حب في مرحلة عمرية مبكرة.

مشاهدة أفلام الكرتون بكثرة قد تجعل الطفل أكثر ميلًا للانعزال والابتعاد عن الأصدقاء، وتقلل من حماسه لممارسة النشاطات التفاعلية التي تتضمن بذل مجهود بدني أو حركة وتجعله سريع الملل لا يحبذ فكرة القراءة أو الدراسة.

ولا ينتهي تأثير أفلام الكرتون على شخصية الطفل بل لها تأثير أيضًا على صحته، فالنظر باستمرار إلى شاشة التلفزيون أو التابلت يضعف النظر بشكل كبير، وإذا كان الكرتون يتضمن حركات تفاعلية مثل القفز والمقاتلة قد يقوم الطفل بممارسة هذه الأفعال مما يعرض صحته البدنية للخطر.

كما تسبب مشاهدة الكرتون لساعات طويلة في تراجع مستوى الطفل الدراسي وعدم تأدية واجباته بالشكل المطلوب، وتراجع قدرته على التركيز والانتباه وعدم تنظيم الوقت والتفرغ لمشاهدة الأفلام قد يؤدي إلى عدم القيام بالواجبات على الشكل الأكمل،

وإذا أصبحت أفلام الكرتون هواية الطفل المفضلة أو ملجأه الوحيد للاستمتاع بوقته سيتحول لشخص عصبي وعدواني في حالة حاول الأهل منعه منها أو تقليلها، وسلوك متغير للانفعال والشجار مع باقي أفراد الأسرة طوال الوقت.

وهنا يأتي دور الوالدين، بالتركيز على المحتوى المعروض على الشاشة وتحديد وقت معين للمشاهدة يجمع بين وقت الأسرة وترابطهم وبين متعة مشاهدة فيلم جديد يثري من معلومات الأطفال وينمي من شخصيتهم، ويحرصوا كل الحرص على عدم عرض أي محتوى قد يسبب نتائج سلبية بالإضافة إلى القيام بمراجعة سريعة لمحتوى المسلسل أو الفيلم الكرتوني قبل أن يشاهده الأبناء.

تابع مدونة مدارس رواد الخليج العالمية لمزيد من المقالات حول تربية الأطفال والتفوق الدراسي المزيد!