دخول أولياء الأمور
العربية

ما هو الأفضل التعليم الذاتي أم المدرسة؟

مقدمة عن التعليم الذاتي

لا شك أن شبكة الإنترنت هي العامل الأساسي في تطور فكرة التعليم الذاتي وزيادة فعاليتها وانتشارها في العشرين عامًا المنقضية، ولكن في الحقيقة أن تعريفات التعلم الذاتي سبقت الإنترنت بكثير حيث يضع له “د. راونتري” – الخبير في شئون التعليم – تعريفًا واضحًا “إن التعليم الذاتي هو العملية التي يقوم فيها المتعلمون بتعليم أنفسهم مستخدمين أي مواد أو مصادر لتحقيق أهداف واضحة دون مساعدة مباشرة من المعلم”، ويؤكد خبير تعليم آخر وهو “تاف”  “إنه المجهود الذي يبذله الفرد من تلقاء نفسه لتهيئة المواقف التعليمية، واختيار مصادر التعلم المختلفة لتعلم بعض الحقائق والمعلومات والمهارات”.

حيث يعزز التعليم الذاتي فكرة الاعتماد على النفس والرغبة الحقيقية لأصحابها بتحفيز أنفسهم بأنفسهم دون مساعدة من الهيئات التعليمية أو الالتحاق بها من أجل تحقيق هدف واضح، وكانت هذه الفكرة أصعب في الماضي حيث قلة المصادر وصعوبة الحصول على المعلومة والاعتماد على المراسلة وزيارة المكتبات ومصادر المعلومات، ومع ظهور الإنترنت فإن الأمر أصبح في متناول الجميع وصارت المهمة أسهل بكثير.

فوائد الإنترنت في التعليم

وهكذا فإن التقدم الإلكتروني والتكنولوجي  أمتد إلى التعليم وأتاح الفرصة لظهور فكرة التعليم الذاتي بشكل أكبر وعلى نطاق عالمي أوسع، حيث تظهر فوائد استخدام الإنترنت في العملية التعليمية لتحقيق أهداف الطالب والمُعلم وولي الأمر.

وقد أظهرت التجربة العديد من المميزات لاستعمال الإنترنت في هذا المجال:

  • عدم التقيّد بالزمان والمكان مما يتيح مرونة لكلًا من الطالب والمُعلم.
  • كسر ملل الدوام الدراسي الرسمي.
  • سهولة التواصل المباشر ما بين طرفي العملية التعليمية.
  • توفير النفقات حيث لا يتطلب الأمر أكثر من جهاز كومبيوتر متصل بالإنترنت.
  • أدوات التعليم مثل المنصات التعليمية والفيديوهات والصور وإمكانية التسجيل جعلت الأمر ممتعًا.
  • توفير الوقت حيث لا تنقلات من وإلى المدرسة.

مزايا التعليم الذاتي

  • حرية اختيار المجال المطلوب.
  • مراعاة قدرات المُتعلم ووعيه بنفسه وإمكانياته.
  • عدم الارتباط بمدة زمنية مما يترك مساحة للعمل بجوار الدراسة أو الزواج مثلًا..
  • التحرر من الضغوط النفسية المرهقة للمؤسسات التعليمية.
  • تعزيز الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والمراقبة الذاتية.
  • وضع مقاييس ذاتية للنجاح ملائمة لقدرة المتعلِم.

منصات التعليم الذاتي

أصبحت منصات التعليم الذاتي من أهم أدوات التعليم الذاتي والتي تعتبر مصدر للمعلومات والتجهيزات التي تساعد المتعلم ذاتيًا من تحقيق أهدافه، بعضها مدفوع وبعضها مجاني، كما أن منهم من يوفر شهادات دولية معتمدة، وفيما يلي أهم المنصات التعليمية المعروفة الناجحة التي لاقت استحسان حول العالم:

 

  1. منصة Coursera: وهي من أبرز منصات التعلم الذاتي العالمية، ومعظم كورسات الموقع مترجمة للغة العربية.
  2. منصة Udemy: وهي المنصة الأفضل في تعلم أي مهارة بأسرع وقت، والكورسات الموجودة بكل المجالات تقريباً، وفيه كورسات تعليمية باللغة العربية.
  3. منصة Udacity: وهي من أهم منصات التعلم الذاتي في مجال التقنية؛ إذ تعد من المنصات الرائدة في التعليم الإلكتروني عموماً وفي مجال التقنية خصوصاً.
  4. منصة edX: وتعتبر من أفضل المنصات التعليمية، إذ تقدم كورسات تعليمية لطلاب التعليم العالي في تخصصات عديدة، ولاسيما العلوم، والهندسة، والفيزياء.
  5. منصة LinkedIn learning: وهي منصة تابعة للموقع الشهير “لينكد ان”.
  6. منصة إدراك: وهي من أفضل المنصات التي تقدم كورسات باللغة العربية.
  7. منصة almentor: وهي من أقوى المنصات التعليمية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وتقدم دوراتها بأحدث التقنيات.
  8. منصة رواق العربية: وتقدم العديد من الدورات التعليمية مجاناً، في مختلف المجالات.
  9. منصة أكاديمية حاسوب: التي تقدم خدمات الإنترنت للمستخدمين الناطقين بالعربية.
  10. منصة Khan academy: وتهدف لنشر العلم للجميع، مستخدمة أساليب تعليمية متطورة.

وسائل ومصادر أخرى

  • الكتب المجانية المتاحة على شبكة الإنترنت.
  • المقالات الأكاديمية المتخصصة من المواقع الرسمية الموثوقة.
  • الفيديوهات الموجودة على مواقع الفيديوهات مثل يوتيوب.
  • الدورات المتاحة في المواقع الرسمية للجامعات العالمية.
  • الابحاث العملية المنشورة في المواقع العلمية المتخصصة.

 

البداية..ما هي خطوات التعلم الذاتي؟

  • تحديد أهدافك بدقة..تأكد من المحصلة التعليمية النهائية التي تريد تحقيقها.
  • ضع لنفسك خطة تعليمية واضحة لها مدى زمني وحاول على قدر الإمكان الالتزام بها.
  • تأكد أن قدراتك الشخصية والذهنية ملائمة للمجال الذي تود دراسته والتعمق فيه..هناك العديد من الاختبارات التي تساعدك في ذلك.
  • حدد المنصة / المنصات التعليمية التي سوف تستعين بها.
  • ضع ميزانية مبدئية للإنفاق على تكاليف المنصة والأجهزة والإنترنت.
  • كن جاهزًا ومستعدًا لتحفيز ذاتك.
  • في حالة كونك وليّ أمر، ساعد طفلك لتحديد ترتيب المراحل المطلوبة بدقة.
  • استشر متخصص إذا تطلب الأمر.

ماذا بعد؟

هناك بعض النصائح عن التعليم الذاتي لتحقيق أقصى استفادة والوصول إلى أهدافك:

  • استخدم التقييمات الشخصية من وقت لآخر لتتعرف على مستواك.
  • مصادر التعلم يجب أن لا تقتصر على المصادر الإلكترونية، ولكن الكتب والمراجع هي مصادر  مهمة للغاية للحصول على المعلومات.
  • يجب أن تجد طرقًا لتطبيق ما تتعلمه بشكل عملي.
  • إدارة الوقت بذكاء..أنت من بيدك زمام الأمور.
  • الثقة بالنفس..كن دومًا على يقين أنك على قدر التحدي.
  • كُن فضوليًا..لا حدود لاكتساب المعرفة.
  • كن جزء من “مجتمع تعليمي” به أفراد لديهم نفس أهدافك وميولك- كن على تواصل معهم.

التعليم الذاتي في المراحل الدراسية المختلفة

بدأ بعض أولياء الأمور يفكرون بجدية في تعليم أبنائهم وبناتهم بطريقة التعليم الذاتي، وبدأ مصطلح self-learning يظهر بشكل أوضح لا سيما مع تنامي وسائل التواصل الحديث وزيادة تكلفة التعليم التقليدي.

يرحب الأطفال في المراحل السنية المختلفة بأساليب التعلم الجديدة والحرية التي تفتح لهم آفاقًا جديدة من الإبداع والابتكار بعيدًا عن تقليدية التعليم العادي.

تشير بعض التقارير إلى أنه بحلول عام 2030 سوف يتدخل الذكاء الاصطناعي لكي يصبح عاملًا حاسمًا في تغيير فكرة التعليم التقليدي تمامًا.

عيوب التعلم الذاتي

برغم كل هذه الإيجابيات ولكن هناك أيضًا بعض السلبيات في نُظم التعلم الذاتي مما يضع المتعلم أمام صعوبات عليه أن يفكر كيف يتغلب عليها.

على سبيل المثال:

  • عدم القدرة أحيانًا على التمييز ما بين مصادر التعلم الأصلية والغير موثوقة.
  • انخفاض الحافز الذاتي عند المتعلم.
  • قلة الانضباط.

لكن رغم هذا فإنها جزء من التحدي والذي يمكن بسهولة أن يتخطاه المتعلم إذا ما تسلح بالإرادة والعزم.