Posted on
يونيو 5, 2023
by
Wesam Magdy
0 Comments
[vc_row][vc_column][vc_single_image image=”82692″ img_size=”full” alignment=”center”][vc_column_text]
تعد عملية تعليم الطفل الاعتماد على نفسه من الموضوعات الشائكة والصعبة بالنسبة لأولياء الأمور؛ فمن ناحية هم لا يرغبون في تنشئة طفل جبان يتعدى عليه الجميع دون حق، ومن ناحية أخرى لا يسعون لتنشئة طفل عدواني يستخدم العنف كحل أول لكل المشكلات التي تواجهه!
ما الحل إذا؟! تصبح كل مشكلة هينة عندما نفهم جذورها الأولى اولًا، ولكي تقومي بتنشئة طفلك تنشئة سليمة تساعده على الدفاع عن نفسه دون أن يكون العنف صفة متأصلة في سلوكه، عليك أولًا أن تفهمي ما الأسباب التي تجعله غير قادر على ذلك وكيف يصبح شجاعًا لا عدوانيًا!
ما سبب عدم دفاع الطفل عن نفسه؟
هناك أسباب عدة تدفع بالطفل إلى عدم الدفاع عن نفسه، أحيانًا ما تكون نفسية وأحيانًا ما تكون بتأثير من البيئة المحيطة ولكي تجعلي طفلك شجاعًا، عليك بمعالجة هذه الأسباب من جذورها، وأولى خطوات العلاج هي المعرفة:
لماذا ابني لا يدافع عن نفسه؟
سؤال يطرحه أولياء الأمور كثيرًا ولاسيما الأمهات منهن، وبالرغم من الأسباب قد تكون بديهية وواضحة جدًا، إلا أن حبهم الزائد يجعلهم غير قادرين على رؤية الأسباب بوضوح، لذلك ومن خلال السطور التالية، سنتعرف بالتفصيل على إجابة السؤال الأهم: لماذا ابني لا يدافع عن نفسه؟
من الأسباب الأولى التي تجعل الطفل غير قادر على الدفاع عن نفسه، هو ظنه أنه ما يواجهه من تنمر أو عنف مبرر نتيجة قصور من جانبه أو قيامه بشيء يستحق هذه المعاملة بسببها؛ وهذا الظن كثيرًا ما يكون ناتج عن عدم معرفة الطفل بنفسه جيدًا أو عدم مساعدة أولياء أموره في عملية اكتشافه لذاته وشخصيته، لذلك بديهيًا وبدون أي جهد من الآخرين، سيصدق أي شيء يقال له حتى ولو كان سلبيًا.
-
التنشئة الاجتماعية الخاطئة
عادة ما يبالغ الآباء في تربية أبنائهم بطريقة مهذبة تجعلهم يميلون إلى السلام السلبي الزائد عن الحد، فنعم يجب أن يحترموا الغير وأن يتجنبوا العنف بكل الطرق الممكنة، لكن في حالة التعدي على حقوقهم، يجب أن تتغير نظرتهم هذه، بحيث يلجؤون إلى سبل سلمية مناسبة تجعلهم لا يتركون حقهم وفي الوقت ذاته لا يتسببون في أذى الغير.
بعض شخصيات الأطفال خجولة بطبعها، وهو أمر يجعلها غير قادرة على أخذ موقف سلبي أو إيجابي حتى لو رغبت في ذلك، فحتى لو كانت في موقف قوة، قد تميل إلى السكون وعدم الدفاع عن نفسها، حتى لا تثير ضجة أو تلفت الانتباه إليها، وهو أمر من السهل علاجه، إذا انتبه أولياء الأمور لهذه النقطة من البداية، وساعدوهم على التعبير عن أنفسهم بطريقة تجعلهم يشعرون بالراحة وفي الوقت ذاته أقوياء من حيث الشخصية.
من الأسباب الشائعة لضعف الشخصية عند الأطفال هو لجوء أولياء الأمور إلى إسكاتهم أو نهرهم أمام الآخرين أو عدم احترامهم لطبيعة القرارات التي يتخذونها أو آراءهم بشكل عام؛ لذلك عادة ما يميل هؤلاء الأطفال إلى تجنب اتخاذ مواقف حقيقة لازمة خوفًا من التعرض لذم من أولياء أمورهم أو التعرض للإذلال أمام الآخرين.
حمايتك لطفلك يجب ألا تتعارض مع عملية بناء شخصيته؛ فنعم قد يكون التواجد في الخارج والتعامل مع الآخرين أمرًا محفوفًا بالمخاطر، لكنه في الوقت ذاته فرصة لبناء شخصيته ومساعدته على التعرف والتعلم من التفاعل مع الآخرين؛ لذلك امنحيه الحرية الآمنة التي تجعله قادر على اكتشاف البيئة المحيطة به، مع حمايته من أي خطر قد يواجهه خلالها.
-
الاعتماد الزائد على الغير
عندما يجد الطفل أن أولياء أموره يميلون عادة إلى التصرف بدلًا منه في مختلف المواقف، وعادة ما يطلبون منه اللجوء إليهم أولًا قبل التصرف، سيصبح هذا تلقائيًا ودون وعي منه جزء من شخصيته، بحيث كلما واجه موقف ما، ينتظر حتى يخبر والديه ومن المؤكد أنهم سيعرفون التصرف الصحيح أفضل منه.
من أخطر الأسباب التي تدفع بالطفل إلى عدم الدفاع عن نفسه، هو خوفه من التعرض للتنمر أو الإذلال، وهو للأسف من الأسباب الشائعة لخوف الأطفال واتخاذهم مواقف سلبية إزاء الاعتداء على حقوقهم، وهو أمر لم يكن ليحدث لو تمت تهيئة البيئة التعليمية جيدًا بحيث يمنع حالات التنمر والاعتداء بشكل تام، وراقب أولياء الأمور أولادهم جيدًا بحيث يكتشفون أي تغير في تصرفاتهم ويقومون بمساعدتهم على الإبلاغ واتخاذ مواقف إيجابية لوقف هذا التنمر.
هذه الأسباب الـ 7 هي الأشهر للإجابة على سؤال لماذا لا يدافع أبني على نفسه، وبعضها كما هو واضح يتسبب فيه أولياء الأمور بطريقة مباشرة أو غير مباشرة دون أن يدركوا تأثير ذلك على الطفل، لكن قبل أن ننطلق إلى الإجابة على سؤال كيف أجعل طفلي شجاع ولا يخاف، دعنا نجيب على واحد من الأسئلة الهامة التي تساورنا كأولياء أمور:
ماذا افعل إذا تعرض ابني للضرب؟
دعنا نتفق إن هذا السيناريو محتمل الحدوث في أي وقت ولاسيما في السنين العمرية الأولى في المراحل الدراسية المبكرة، حيث لا يمتلك الطفل القوة الجسدية التي تساعده على الدفاع عن نفسه أو المعرفة الجيدة بكيفية التصرف الصحيح في هذا النوع من المواقف.
من النصائح السلبية التي يواجهها الآباء عند حدوث هذا الموقف هو دعوة الأبناء إلى اتخاذ العنف كرد فعل أولي اتجاه هذا التصرف، بحيث يبررون هذا السلوك بكونه دفاع عن النفس مبرر. لكن للأسف كل نصيحة تقوم بتوجيهها لطفلك في مراحله العمرية الأولى، عادة ما تكون جزء من سلوكه المعتاد وشخصيته، لذلك عندما تنصحه باتخاذ العنف كرد فعل أولي مبرر، عادة ما سيتصرف بنفس الطريقة طوال حياته.
التصرف السليم في هذه الحالة، والتي ينصح به الخبراء عند تعرض ابنك للضرب، هو الآتي:
- قومي باستيعاب مشاعره ولاسيما الحزينة منها، ولا تنهريه عن البكاء أو الشعور بضعفه.
- قومي بتهدئته من خلال حثه للتعبير عما يشعر به باستفاضة وقص ما حدث.
- اشرحي له أن الجميع أحيانًا ما يواجه مواقف أكبر منه يصعب عليه اتخاذ موقف فورية فيها، لكن الأهم أن يتعلم منها وألا يكرر أخطائه مرة أخرى.
- علميه أن يجب عليه الوقوف صامدًا أمام من يعامله بتنمر وبنظرة واثقة ونبرة صوت حازمة لكي يضعف ثقة من أمامه.
- عرفيه السبل السلمية التي يجب عليه اتباعها عند التعرض لهذه المواقف والتي أولها هو إبلاغ المسؤولين في المكان لكي يتخذوا قرارات حاسمة اتجاه الأمر.
- أكدى عليه أن لجوئه إليك أو لغيرك من المسؤولين هو ليس بضعف ولكنه واحد من الطرق السلمية التي يجب علينا اللجوء إليها أولًا في التعامل في هذا النوع من المواقف.
- قومي بالتسجيل له في إحدى النوادي التي توفر تدريب خاص في الفنون القتالية السلمية، إذا تساعد هذه الأنشطة البدنية كثيرًا في الدفاع عن النفس بطرق سلمية وآمنة.
كيف اجعل ابني يضرب من يضربه؟
كما اتفقنا مسبقًا أن العنف ليس هو الحال المثالي لهذا النوع من المشاكل، لكنه مع ذلك قد يكون حلًا أخيرًا إذا استدعى الموقف ذلك. مع العلم إن في هذه الحالة يجب أن يكون التصرف تصرف نابع من الرغبة في الدفاع عن النفس لا بغرض العنف أو إيذاء الآخرين.
هناك العديد من الوسائل التي يمكنك من خلالها تعليم الطفل الدفاع عن نفسه أو بقولًا آخر ضرب من يضربه، أهم هذه الطرق هي تعليمه لواحدة أو أكثر من الفنون القتالية السلمية مثل التايكوندو أو جوجوتسو، وهي فنون رياضية تساعد الشخص على تنظيم انفعالاته الداخلية والتفكير بهدوء بالإضافة إلى استخدام العقل والجسد بشكل متوازن في الدفاع عن النفس دون إلحاق الضرر أو الأذى بالآخرين.
الطريقة الثانية التي يمكنك اللجوء إليها هو تعليم الطفل أن الرد على أي هجوم ليس بالضرورة أن يكون باشتباك الأيدي، فمن الممكن أن يوقف أي متنمر عند حده من خلال استخدام عقله أو باللجوء إلى ادعاء القوة أو الحزم في الرد، وكلها أساليب عقلية تعمل على ضعف ثقة الشخص الآخر وتذبذبه بين أخذ موقف أو الانسحاب.
كل هذه الطرق لكي يتم تنفيذها بطريقة صحيحة، يجب أن يتمتع الطفل بثقة بالنفس داخلية، هذه الثقة تساعده على ادعاء القوة حتى ولو لم يملكها، والتصرف السليم في الوقت السليم، لكن ماذا لو كان طفلك غير واثق من نفسه، كيف تستطيعين اكتشاف ذلك وما العمل في هذا الموقف؟
كيف اعرف أن طفلي غير واثق من نفسه؟
هناك مؤشرات عدة تساعدك في معرفة ما إذا كان طفلك غير واثق من نفسه أم لا، ومن أهم هذه المؤشرات الآتي:
- يتجنب أخذ زمام المبادرة أغلب الوقت.
- يتصف بالتابعية لمن حوله، ويفضل تنفيذ أراءهم وقراراتهم بدلًا من تحمل مسؤولية قراره.
- خجول معظم الوقت ويفضل قضاء الوقت وحيدًا.
- يتجنب المناسبات الاجتماعية بشكل كبير.
- يطلب المساعدة من الآخرين أغلب الوقت.
- لا يستطيع أخذ قرار بمفرده.
- يعد بكثرة لكنه لا ينفذ أي شيء مما هو مطلوب منه.
- مكتئب ومتقلب المزاج بسبب وحدته معظم الوقت.
- يترك أي نشاط كان مهمًا بالنسبة له بمجرد التعرض للإحباط في بدايته.
- يخلق اعذار مكررة لتجنب الدخول في منافسات أو مسابقات تنافسية.
- يرفض النقد بكل أشكاله ولديه حساسية مفرطة منه.
- يتأثر للغاية بآراء أصدقائه ويؤمن بها حتى ولو كانت عكس ما يراه هو.
كل هذه المؤشرات إذا وجدتِ أن طفلك لديه واحدة أو أكثر، يجب أن تتصرفي سريعًا وتتدخلي لمساعدته على كسب الثقة بنفسه وبناء شخصية قوية تساعده في حياته الآن ومسقبلًا، لكن كيف ستقومين بذلك؟ إليك أهم النصائح:
كيف اجعل طفلي ذو شخصية قوية؟
هناك طرق مختلفة يمكنك اللجوء إليها لمساعدة طفلك على اكتساب الثقة بنفسه وجعله ذي شخصية قوية، أهم هذه الطرق الآتي:
- عدم مقاطعته أثناء الحديث أو الاستهزاء منه أثناء التعبير عن مشاعره أو أفكاره مهما كانت بسيطة.
- تشجيعه على التعبير عن نفسه وطلب رأيه في العديد من المواضيع والمواقف التي قد تهمه.
- اسناد مسؤولية اتخاذ بعض القرارات له لبناء حس القيادة واتخاذ القرارات داخله.
- إشراكه في مناسبات وحفلات جماعية ودفعه للتعرف على الآخرين.
- إشراكه في أنشطة جماعية ولاسيما التي تساعد على بناء الشخصيات القيادية.
- تجنبي حل جميع مشاكله بمجرد شكوته إليك، شاركيه أولًا التفكير في حلول وساعديه إذا طلب في تنفيذها.
- تجنبي الخوف الزائد عليه وامنحيه بعض الحرية في التفكير واتخاذ القرارات.
كل هذه النصائح وأكثر تساعدك على بناء شخصية قوية لطفلك، وإذا رغبت في معرفة المزيد عن طرق بناء الثقة بالنفس عند الطفل بالتفصيل، فيمكنك زيارة مقالنا: ضعف الثقة بالنفس عند الطفل: الأسباب وطرق العلاج لمعرفة المزيد.
كيف اعلم طفلي الدفاع عن نفسه؟
هذا هو تساؤلنا الرئيسي لهذا المقال، ومن المؤكد بالوصول إلى هذه الجزئية، أن بعضًا من الطرق قد توصلت إليها بالفعل، ولنساعدك على الإلمام بالإجابة بشكل تفصيلي، دعنا أولًا نجيب على تساؤل فرعي أخر مهم، وهو هل يوجد عمر معين أو محدد يمكن تعليم الطفل عنده؟
متى يتعلم الطفل الدفاع عن نفسه؟
لا يوجد سن معين يمكن تحديده لبدء تعليم الطفل الدفاع عن نفسه، مع ذلك ينصح الخبراء أن عملية التعلم تبدأ مبكرًا كلما أمكن، فكلما فهم الطفل أكثر عن نفسه وقدراته وتمكن من معرفة الطريقة الصحيحة لاستخدامها، كلما ساعده هذا على امتلاك طفولة سليمة بعيدة عن التعرض للتنمر أو العنف من الآخرين.
لذلك لا يهم العمر كثيرًا، قدر ما يهم الطريقة نفسها التي تعلم طفلك من خلالها الدفاع عن النفس والمبدأ التي يدفعك لهذا، فكما اتفقنا مسبقًا، يجب أن يكون التعليم بغرض الحماية، لا بغرض استعراض القوة أو اتخاذ العنف كسلوك.
خطوات تعليم الطفل الدفاع عن نفسه
من أهم الطرق السليمة والمفيدة في عملية تعليم الطفل الدفاع عن نفسه، هي مساعدته على فهم لغة الجسد واستغلالها لصالحه، فمن خلال النظر بثبات إلى عين المهاجم أو المتنمر، بالإضافة إلى استخدام نبرة صوت حازمة والسير نحوهم بثقة والابتسام إلى الآخرين، يمكنه بسهولة رفع كفته ووضعه في موقف قوة بسهولة.
تعطى التجمعات تأثيرًا للقوة للأفراد التي ينتمون إليها، فوجود الطفل ضمن مجموعة أصدقائه حتى ولو كان الأضعف بينهم، يجعل المتنمرون يبتعدون عن مضايقته ويشعرون بالتهديد إذا حاولوا الاقتراب منه، وبالرغم أن هذه الطريقة قد توحي إليك مبدئيًا إنها نوع من الهرب، إلا إنها صحيحة تمامًا، ولاسيما إن الغرض هنا هو حمايته لا دفعه للاشتباك.
قومي بتعليم طفلك أن يثق بإحساسه الداخلي حتى ولو لم يكن منطقيًا أحيانًا؛ فإذا شعر أن تواجده في هذه المنطقة أو ضمن هذه الأشخاص غير مريح أو يضعه في خطر، عليه أن يثق في شعوره وأن يقوم بمغادرة المكان على الفور، وإذا شعر بتكرار هذا الإحساس في وجود هؤلاء الأشخاص، أم أن يشاركك مشاعره أو يقطع علاقته بهم على الفور.
- استخدام ما تعلمه في الفنون القتالية
أحيانًا ما سيضطر طفلك إلى اللجوء إلى الدفاع عن نفسه لوقف التنمر أو ما يتعرض له من هجوم، ولكي يقوم بذلك بطريقة صحيحة، عليه أن يعي منذ البداية أن ما يتعلمه في صفوف القتال ما هي إلا استراتيجيات يمكن استخدامها على أرض الواقع لا في ساحة التمرين فقط، لذلك مرنيه باستمرار على طريقة سد اللكمات والدفاع عن الوجه وشل حركة الآخرين، بحيث يمكنه استخدامها إذا دعت الحاجة في أي وقت.
من المهم عند التعرض لهجوم أو تنمر من أي شخص، أن يعي طفلك أن بقائه وحيدًا لن يحافظ على كبريائه بقدر ما يضره؛ فالخطأ هنا هو خطأ المتنمرين لا هو؛ لذلك عليه ألا يخجل في احداث ضجة لطلب المساعدة أو لوجود شهود على الواقعة يساعدونه في موقفه فيما بعد.
في النهاية، تعليم الطفل الدفاع عن نفسه هي عملية ضرورية يجب أن يهتم بها أولياء الأمور للغاية، فالتنمر هو واحد من الأشياء التي يصعب نسيان تأثيرها وخاصة إذا تم في مرحلة مبكرة من العمر؛ لذلك لا تتوان للحظة عن منح طفلك كل الأدوات المتاحة للدفاع عن نفسه ومنع أي عدوان على شخصيته. [/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]