دخول أولياء الأمور
العربية

كيف أتعامل مع الشجار بين الأطفال؟

لا يكاد يخلو بيت من ظاهرة الشجار بين الأطفال، ولذلك لا يجب أن يقلق أولياء الأمور لأنها نتيجة طبيعية لتواجد الأطفال معًا في مكان واحد لفترة طويلة سواء كانوا أخوة أو أقارب أو أصدقاء.

كونهم أطفال لا يجعلهم يمتلكون سيطرة كاملة على مشاعرهم وردود أفعالهم وهي عملية طويلة تتطور مع الوقت عبر مراحل النمو النفسي حتى يصبحوا يافعين.

ولكن من الضروري لأولياء الأمور معرفة الدوافع والأسباب وأهمية القيام برد الفعل الصحيح وهو ما سنحاول تغطيته في هذا المقال.

لماذا يتشاجر الأطفال؟

  • أحيانًا لمجرد كسر الملل وإضفاء بُعد آخر للعب والاحتكاك مع بعضهم البعض- شجار الأطفال هو متعة لهم في بعض الأحيان.
  • لفرض السيطرة أو القوة على بقية الأطفال المتواجدين في المحيط، وقد يكون ذلك من الأكبر على الأصغر أو الأصغر على الأكبر أو صاحب الشخصية القيادية على الباقيين.
  • فرض الوصاية وخصوصًا من الأطفال الذكور على أقرانهم من الإناث، ويظهر هنا بعض المناوشات التي لها علاقة بالنوع (بنات وأولاد).
  • الغيرة- ربما يشعر طفل بالغيرة من أخيه أو صديقه أو أحد أقاربه، ولذلك يفتعل معه الشجار!
  • أحيانًا تكون أسباب الشجار غير مفهومة بالمرة، وغالبًا ما تعود إلى اضطراب سلوكي أو نفسي في شخصية الطفل.
  • يفتعل بعض الأطفال الشجار من أجل محاولة لفت أنظار الوالدين لهم.

كيفية التعامل مع شجار الأطفال

أولًا: إجراءات وقائية لتجنب الشجار وتقليله

  • الوالدان قدوة، ولذلك من الضروري ألا يشاهد الأطفال شجارات أولياء الأمور.
  • قضاء وقت كافي معهم حتى لا يكون الشجار ذريعة لمحاولة جذب الاهتمام.
  • عدم التفرقة في المعاملة بين الأخوات، وتحقيق العدل والمساواة في الجانب المعنوي والمادي، وتجنب الانحياز إلى طرف على حساب الآخر سواء أثناء المشاجرة أو قبلها أو بعدها.
  • تجنب المقارنات بين الأبناء- هي مصدر للغيرة والعنف والكبت الذي قد يظهر في صورة الشجار.
  • محاولة قضاء وقت مع كل طفل بمفرده لكي يحصل على الاهتمام الكامل ويقضي على مشاعر الغيرة بداخله.
  • وضع حدود للطفل وتعليمه أن الحياة لا تسير وفقاً لرغباته وكما يحلو له، ولكن يجب احترام الأطراف الأخرى.
  • الرياضة تقوم بتوصيل فكرة “الروح الرياضية” وقيمة التنافس على العكس من الشجار الذي لا يحترم الخصم، ولذلك يجب تشجيع الأطفال على لعب الرياضة.

ثانيًا: التصرف أثناء حدوث الشجار

  • راقب من بعيد لفترة حتى تتعرف على أبعاد المشكلة ومن المخطئ ومن المُصيب.
  • في بعض الأحيان من الأفضل ألا تتدخل مطلقًا وتتركهم لحل المشكلة من أجل تدريبهم للاعتماد على أنفسهم- بشرط ألا تكون الأمور قد وصلت لمرحلة الاشتباك بالأيدي.
  • من الممكن جدًا أثناء الشجار، مشاركتهم في إيجاد حل يرضي جميع الأطراف.
  • في حالة التكرار يجب وضع قواعد للشجار أهمها: لا تعامل باليد..الحوار أولًا..لا للبذاءات…ولا للتنمر والسخرية.
  • إذا كان الشجار على أشياء مشتركة، مثل ألعاب الفيديو، أو الجلوس إلى جهاز الكمبيوتر، أو ربما حصة من الطعام أو الشراب فيمكن حل الشجار بتخصيص وقت/ كمية محددة لكل منهم.
  • التأكيد على فكرة أن أطراف الشجار “أخوة” أو “أصدقاء” أو “أقارب” مهما كان الأمر، يفضل التصريح بذلك أمام الكل لخلق التآلف والمحبة بينهم بعد فض الشجار.

الآثار السلبية للشجار

زيادة حالات الشجار في المنزل أو المدرسة أو النادي وتركها بدون سيطرة أو احتواء لها تأثير سلبي كبير على الأطفال:

  • زيادة العدوانية والعنف لدى الطفل.
  • تزكية شعور الأنانية وتضخم الذات.
  • بداية لأمراض نفسية تنشأ من زيادة العصبية والصراخ.
  • يصبح الطفل منبوذًا من الأصدقاء والزملاء في المدرسة.
  • خلق حالة من السلبية والعنف داخل المنزل.
  • تأثير سلبي شديد على شخصية الطفل عندما يصبح أبًا/أمًا.

إيجابيات الشجار بين الأطفال

هل هناك إيجابيات لهذا الأمر؟

بالطبع….

  • فرصتك لكي تتعرف أكثر على شخصية كل طفل وتفهم دواخله.
  • طريقة تعاملك معها هي تدريب لك كجزء من طريقة تربيتك لهم وتطويرها.
  • تأهيل جيد للأطفال للحياة العملية وخلافاتها في المستقبل.
  • من خلال خلافات الأطفال مع أقرانهم وشجاراهم الناتج عن هذه الخلافات ومن ثم تسويتها ومعالجتها؛ يتعلمون وضع حدود رغباتهم وأين تقف حقوقهم وحقوق الآخرين.
  • يتعلم الطفل في الشجار كثيرا من الخبرات مثل وجوب احترام حقوق الغير، والعدل والصدق، واحترام الغير.
  • بها العديد من الإشارات التي تعطي الوالدان معلومات ما إذا كان الطفل يحتاج إلى علاج أو تقويم سلوكي ونفسي.

الشجار بين الأطفال جزء من الحياة الأسرية

مرة أخرى لا تقلق، التعايش مع شجار الأطفال هو جزء من الحياة الأسرية، خصوصًا أن بعد لحظات قليلة من الصوت العالي والشجار المحتد سوف تجد الأطفال يلعبون مرة أخرى وكأن شيئًا لم يكن.

للأطفال القدرة على التسامح والنسيان واستكمال الحياة بشكل طبيعي.

هذا الشجار هو سمة مميزة لهذه المرحلة من الطفولة والذي ربما يمتد حتى بعد أن ينضجوا ويصيرون يافعين ولكن بشكل أقل حدة وبحساب وفي هيئة أهدأ، ووقتها سوف تتذكر أيام الشجار الطفولي وتبتسم في حنين، حتى يأتي هذا الوقت- استمتع بشجارهم ومحاولاتك لحله قبل أن يغادرون المنزل إلى معترك الحياة