Posted on
فبراير 1, 2022
by
Wesam Magdy
0 Comments
[vc_row][vc_column][vc_single_image image=”56707″ img_size=”full” alignment=”center”][vc_column_text]لطالما كان نظام الثواب والعقاب مترسخًا في أذهاننا بأشكال مختلفة منذ بداية الخليقة، ومع بداية وعي أطفالنا وإدراكهم للعالم من حولهم، أصبح وضع القوانين واتباعها ضرورة ملحة حتى يتمكنوا من تحمل عواقب أفعالهم. لذلك فعندما يخالف الطفل تلك القوانين والآداب العامة، نقف أمام الأمر ونحن في حاجة إلى اتخاذ قرارات توضح للطفل أن تلك الفعلة غير مقبولة وغير محمودة.
من هنا جاءت فكرة معاقبة الأطفال ولكن في المجتمعات غير المتحضرة يلجأ الآباء إلى طرق عقاب مؤذية جسديًا ونفسيًا، فعند ضرب الطفل أو حتى تعنيفه لفظيًا، نحن نساعد على تنشئة طفل مشوه نفسيًا، غير مستعد للتعاطي مع العالم الخارجي، ووجوده غير أمن على الآخرين، فمن قوبل بالعنف في الصغر لا يجد غير العنف وسيلة للتعامل فيما بعد.
لماذا يلجأ الأطفال إلى العناد؟
فضلًا عن كوننا بشر ونخطأ جميعًا نظرًا للظروف المحيطة بنا، أو الضغط العصبي والنفسي الذين نواجههم، إلا أن هناك أسباب سيكولوجية وعلمية تصرف الأطفال بطريقة تحمل في طياتها العناد والغضب غير المبرر، لذلك قد أرجع خبراء السلوك وعلماء نفس الأطفال تلك السلوكيات إلى:
- محاولة للفت انتباهك: أحيانًا يشعر الطفل بالنبذ والوحدة، نظرًا لانشغال الأب والأم بالحياة اليومية. فعندما يجد الطفل أنه يحصل على انتباهك في حالة الصراخ، أو افتعال نوبات الغضب، أو العند بشكل عام، فإن ذلك يخلق في عقله الباطن فكرة أن لكي يحصل على اهتمامك عليه أن يقوم بسلوكيات سيئة. لذلك فإن الحل الأمثل في تلك الحالة هو قضاء وقت مخصص لكي ولطفلك، وقت منفصل عن وقت المذاكرة أو أداء المهام بشكل عام. يمكنكم الجلوس للتحدث عن يومكما، أو مشاهدة فيلم كارتوني من اختيار طفلك، أو التنزه في الخارج حتى يشعر طفلك بالاهتمام اللازم.
- مواجهته للعنف الأسري: في حال لاحظتي أن طفلك متنمر فإن ذلك يعود إلى كونه يشهد عنف أسري في المنزل، فإذا كنتي تعاقبينه من خلال الضرب أو الإهانة فإن ذلك سيأتي بنتيجة عكسية تمامًا، سيتحول طفلك إلى طفل عنيف، وعنيد، ولا يتنع القوانين، لذلك عليكِ أن تعي أن بداية الحل هو تعليم ابنك الاحترام وأساسياته بدلًا من تعنيه وإهانته. واحدة من الأسباب التي تدل على أن منهج الضرب غير مثمر على الإطلاق، هي أنكِ ستلاحظين أن الطفل يتأثر بالضرب في البداية، ثم مع الوقت سيبدأ على اعتياد الأمر بل ويسخر منكِ عند غضبك وعند محاولاتك في تعنيفه جسديًا، ولن تكون أثر الضربة عليه كما كانت سابقًا.
- التعرض للتنمر: في حالة كون الطفل مصاب باللامبالاة والتجلد وعدم الاكتراث فجأة، بالإضافة إلى الميل إلى الانعزال والوحدة بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، فعلى الأغلب طفلك يواجه حالة من التنمر في المدرسة، مما يدفعه إلى القيام بسلوكيات غير مفهومة. لذا واحدة من أهم الطرق التي تساعدك على فهم ما يمر به طفلك والتعامل معه هو أن يكون هناك وقت مخصص يوميًا إلى التحدث سويًا ومراجعة أحداث اليوم، حينها فقط ستكونين على مقربة نفسية من طفلك لتكتشفي الخطأ قبل أن يتفشى ويصبح مشكلة يصارعها طفلك.
- أنتِ عنيدة أيضًا: أنتي مراية طفلك، ومثله الأعلى، وبطله المفضل حتى وإن لم تعي أو تدركي هذا، بالأطفال تقلد ما تراه، وتعتاد السلوكيات التي يفعلها الأب والأم، بل وتظنها هي السلوك المتبع الطبيعي الذي يتعامل به الجميع. لذلك إن كنتي تتعاملين بعنف، أو عند، أو تصابين بنوبات الغضب باستمرار، فمن الطبيعي والمنطقي أن ينشئ طفلك عنيف، عنيد، ويصاب بنوبات الغضب في اللحظة التي لا يحصل بها على مبتغاه كنتيجة طبيعية لما يراه منكِ أنتي كأمه. لذا فإن كنتِ على استعداد إلى التغيير واتباع نمط حياتي صحي أكثر في التعامل، ستجدين أن ذلك ينعكس على طفلك أيضًا بالإيجاب، حتى وإن كانت عملية التغيير ليست بالأمر السهل، بل وتستغرق وقت طويل حتى يظهر نتائجها، ولكن من دونها لن تشهدي طفل وسوي وخلوق.
طرق العقاب السليمة للأطفال
قبل التطرق إلى أهم طرق العقاب المثلي للأطفال دون إيذائهم نفسيًا، يجب توضيح بعض النقاط التي ستساعد على جعل الأمر مثمرًا وتزيد من سرعة وحجم استفادتك من فكرة العقاب ذاتها. من أهمها ألا تتأثري ببكاء طفلك وصراخه المستمر، حيث أن الأطفال في غاية الذكاء عند عثورهم على نقطة ضعف لديكِ لن يتهاونوا في استخدامها مرارًا وتكرارًا حتى يهربوا من العقاب ويحصلوا على ما يريدونه. يجب أيضًا أن تفصلي بين السلوك والطفل، فبدلًا من قول “أنت طفل سيئ لأنك كذبت”، أخبريه “أن سلوك الكذب الذي قام به شيئ سيئ”. لا تخلطي بين حبك له وعقابك له، فيجب أن توصلي لطفلك أنه محبوب حتى وهو مخطي وحتى وهو مُعاقب، فحبك لابنك حب غير مشروط. ومن أهم سبل العقاب الإيجابية:
1
– كرسي العقاب: واحد من الأساليب التربوية الحديثة التي انتشرت في الآونة الأخيرة هي ركن أو كرسي العقاب. تتلخص فكرة كرسي العقاب في تحديد مكان في المنزل بكرسي خاص، يجلس به الطفل عند قيامه بسلوك مخالف، لمدة محددة حسب عمره دون كلام أو لعب أو أي وسائل تواصل. تعزز تلك الفكرة الشعور بالذنب عند الطفل وتعطيه الفرصة إلى مراجعة أخطائه أثناء تلك الفترة الوجيزة.
من مميزات كرسي العقاب أنه لا يحمل أي تعنيف لفظي أو جسدي للطفل، وفي نفس الوقت يشعره بأنه تحدث أو تصرف بطريقة غير لائقة، وأنه الآن في فترة عقاب. على الجانب الآخر فإن استخدام تلك الطريقة بطريق خطأ قد يأتي بنتيجة عكسية، فلا يجب أن تكون فترة كرسي العقاب فترة طويلة حتى لا يشعر الطفل بالنبذ والوحدة، ويجب أن تتواجدي أثناء فترة العقاب على مرمى بصر الطفل حتى لو يولد عنده شعور بالخوف والهجران.
2
– الحرمان من الأشياء المفضلة: مثل اللاب توب، و اللوح الرقمي (التابلت)، والهاتف، والتلفاز، وكافة الأشياء التي يتمتع بها طفلك. سيشعر هذا طفلك أن هناك عواقب الأفعال الخاطئة وأن الحياة لا تسير بمبدأ أن الخطأ يغتفر بسهولة دون حاجتنا إلى دفع مقابل إيذاء ما فعلنا. عليكي تحديد العقاب مسبقًا بهدوء، والالتزام به مهما حدث، حتى لا تكسر ثقة طفلك في كلمتك وقرارك، وعليكي أيضًا أن تجعلي مدة العقاب متناسبة مع حجم الخطأ لا أن تبالغي بشدة به، أو تستهيني بما فعله طفلك.
3- أعمال منزلية إضافية: يمكنك إضافة طريقة عقاب مميزة وهي أن تزيدي من النسبة التي يتحمل طفلك مسئوليتها من أعمال المنزل، فإن كان طفلك مسؤول عن ترتيب طاولة الطعام عند الغداء على سبيل المثال، اجعلي العقاب أن يجهز الطاولة بجميع الوجبات، بل ويعيد ترتيبها مرة أخرى عند الانتهاء من تناول الطعام.[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]