Posted on يونيو 1, 2023
by Wesam Magdy
0 Comments
التعامل مع الأطفال وتربيتهم عملية معقدة وتتطلّب الكثير من المعرفة والخبرة، وهذا يشمل الإطار المدرسي والمنزلي، فكما يحتاج الأبوين لفهم مراحل النمو النفسي للطفل، كذلك يحتاج المعلمون أن يكونوا على دراية واسعة بعلم النمو النفسي للطفل ومراحل النمو النفسي والنمو النفسي الحركي للطفل وكيف تختلف كل مرحلة عن الأخرى.
علم نفس الأطفال يهتم بشكل كبير بدراسة جميع التغيرات السلوكية التي يمر بها الطفل في مراحل حياته المختلفة منذ الولادة وحتى فترة المراهقة والبلوغ، ومدى اختلاف التغيرات السلوكية والفسيولوجية والنفسية لدى الأطفال عن البالغين. لذا فحين نتحدث عن مراحل النمو عند الطفل في علم النفس فإننا نعني النمو المعرفي والحركي والحسي ونمو الإدراك وردود الفعل تجاه المتغيرات الخارجية والتغيرات السلوكية المصاحبة لنمو الطفل في المراحل العمرية المختلفة.
مراحل النمو النفسي للطفل تشمل مختلف أشكال النمو الأخرى، بما فيها النمو العاطفي للطفل، النمو الحركي، المعرفي، وغيرها من أشكال النمو التي يختبرها الطفل سوياً.
منذ الولادة، يمر الإنسان بعدة مراحل تساعده على تشكيل شخصيته وتحقيق استقلاله وتطوره مع البيئة التي يتفاعل معها خلال عملية نموه. وبالتالي، فإن التطور النفسي ذو أهمية كبيرة في تشكيل شخصية الطفل ويساعده في النمو الاجتماعي والحركي والعقلي والفكري.
لا شك في أن الطفل في المراحل الأولى من حياته يعتمد بالكامل على والديه حتى يحقق استقلاله في شبابه، لذلك تم تطوير عدة نظريات في التطور النفسي للطفل، تم تقسيمها إلى مراحل التطور النفسي التي وضعها مختصوا علم النفس وخبراء التربية والعلاقات الأسرية في مراحل نمو الأطفال.
التطور الحسي والحركي:
تبدأ المرحلة الأولى من تطور الأطفال في سن العامين، حيث يبدأ الطفل في التعرف على جميع حواسه ومهاراته الحركيته، ويبدأ في التفاعل مع البيئة المحيطة به بشكل أوسع.
مرحلة ما قبل الانطلاق:
تبدأ مراحل تطور الأطفال هنا ببدء الطفل بتعلم الكلام والمشي والتفكير، وقد ترتبط هذه المرحلة بالتطور الفكري لعقل الطفل، لأنه يعتمد بشكل كبير على الخيال لإشباع فضوله عن العالم المحيط به
مرحلة الانطلاق:
مراحل النمو النفسي للطفل مع بدء توسيع بيئته المحيطة وانطلاقه في المرحلة التعليمية الأولية، حيث يتعلم الطفل التفكير المجرد والمنطقي للأشياء ويبدأ في اكتساب سلوكيات جديدة ومعرفة أكبر.
مرحلة الشعور بالثقة:
يكتسب الطفل الثقة ممن حوله. في أوائل سنواته، يحصل الطفل على الحب والدفء والشعور بالأمان من والديه، الذين يجعلون الطفل يشعر بأن العالم آمن ولا يوجد فيه خطر، لذلك تزيد ثقته.
مرحلة الشعور بالاستقلال:
مع التطور النفسي للطفل، يتحرك من مرحلة الاعتماد الكلي على والديه ليتطور بنفسه، من خلال مراحل الحركية والاستكشاف والعقلية لزيادة استقلاله والاعتماد على نفسه.
مرحلة الشعور بالكفاح أو المحاولة:
تبدأ هذه المرحلة من سن الخامسة، عندما ينضم الطفل إلى المرحلة التعليمية، وهي المرحلة التي تزيد من كفاءته وإنتاجيته وتطور علاقاته مع من حوله، مما يساعده على التكيف مع البيئة والتفاعل معها.
مرحلة تأكيد الهوية:
قد تكون من أطول مراحل النمو عند الطفل، حيث أنها تستمر منذ سنوات الطفولة إلى المراهة. يتم في هذه المرحلة النمو النفسي للطفل من خلال العديد من التغيرات المتعلقة بالنمو الجسدي والفيسيولوجي، حيث تتمثل مراحل النمو النفسي للطفل هنا في اكتساب شخصية مستقلة والشعور بالمسؤولية تجاه من حوله، وقوته واعتماده على نفسه، وهي المرحلة التي يتفاعل الطفل فيها ويشارك مع الأصدقاء والآخرين بعيدًا عن الأسرة، مما يجعله واعيًا بشكل أكبر لهويته الحقيقية.
علم نفس الطفل يتناول سلوكيات ومشاعر الأطفال بشكل مكثف وبتركيز كبير، مما يسهل فهم سلوكيات الأطفال في مراحل عمرية مختلفة ويجيب عن العديد من الأسئلة الأساسية لفهم نفسية الطفل مثل: ما هي العوامل المؤثرة في الصحة النفسية؟ كيف تنمو وتتطور الفروق بين الاطفال في السلوك؟ ما هي العوامل التي تؤثر على نمو الطفل؟ وغيرها من الأسئلة.
ولفهم الخصائص النفسية الرئيسية للطفل، يمكن أن نركز على الجوانب التالية:
1- الاعتماد على الآخرين: يحتاج الطفل في مرحلة الطفولة إلى الاعتماد على الآخرين، وخاصة الوالدين، لتلبية احتياجاته الأساسية والعاطفية.
2- الفضول والاكتشاف: يتميز الطفل بفضوله الشديد وحبه للاكتشاف، حيث يحاول استكشاف العالم من حوله وتجربة أشياء جديدة.
3- الخيال الواسع: يتمتع الطفل بخيال واسع وقدرة على اللعب والتخيل، وهذا يساعد على تنمية مهاراته الإبداعية والاجتماعية.
4- العواطف القوية: تكون العواطف لدى الطفل قوية ومتقلبة، حيث يمكن أن ينفجر في نوبات من الغضب أو يشعر بالحزن أو الخوف بشكل مفاجئ.
5- الحاجة إلى الحماية والرعاية: يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى الحماية والرعاية والاهتمام من الوالدين والأفراد المسؤولين عنه.
6- الاكتساب المستمر للمهارات: يتعلم الطفل باستمرار المهارات الحياتية والاجتماعية واللغوية والحركية، وهذا يؤثر بشكل كبير على تطوره النفسي والعاطفي والاجتماعي.
اقرأ أيضاً .. ضعف الثقة بالنفس عند الأطفال – الأسباب والعلاج
ولأن علم نفس الطفل مجال شاسع ويتطلب الإلمام بالعديد من النظريات التربوية والسلوكية، فإن البداية الأمثل هي فهم كيف تختلف نفسية الطفل عن نفسية الشخص البالغ ومدى تأثير هذا الاختلاف على سلوك الطفل.
ما هي خصائص النمو العاطفي لدى الاطفال؟
تتميز عواطف الأطفال بالشدة حتى إذا كانت الحالة المثيرة لردود فعل عاطفية تافهة. يصعب على الأطفال التحكم بتعبيراتهم العاطفية، سواء كانت خوفًا أو غضبًا أو فرحًا.
قد تستمر عواطف الطفل لبضع دقائق ثم تنتهي فجأة. وعادةً ما تكون ردود الأفعال العاطفية للكبار طويلة المدى. يبدأ الطفل في إظهار “المزاجية” المعبرة عنها بالتجاهل وسوء المزاج في سن الرابعة. وتصل إلى ذروتها خلال فترة المراهقة.
يقول د. كريشنان: “في يوم واحد، يمر الطفل بمجموعة أوسع من العواطف مقارنةً بالكبار”. مع تقدمه في العمر، يتحسن قدرته على التكيف مع الحالات التي تستدعي ردود فعل عاطفية. يتعلم التعامل مع هذه الحالات بردود فعل أخرى غير عاطفية، مما يؤدي إلى تقليل تدريجي في تكرار ردود الفعل العاطفية.
فيما يتعلق بأن الأطفال في نفس العمر يتفاعلون بطرق مختلفة مع الحالات المماثلة. يعد العمر معيارًا لتعديل قوة العاطفة. تتزايد بعض العواطف وتضعف الأخرى. ويتوقف الأمر على قوة الاحتياجات والدوافع والأهداف. سواء كان الطفل سيتحمس عاطفيًا أم لا، وكم سيتحمس يعتمد على ما هو مهم له في ضوء احتياجاته ودوافعه وأهدافه – أي التعرض لعوائق أو عراقيل في تحقيق الاحتياجات.
بشكل عام، يجب أن نتذكر أن هناك فرقاّ بين مراحل النمو للطفل وبينجوانب النمو السليم للطفل. فالمقصود بجوانب النمو هي الأشكال المختلفة لنمو الطفل والتي تتمثل في مهارات مختلفة أو سلوكيات جديدة مثل النمو الحركي للطفل، النمو المعرفي، النمو الحسي الحركي، والنمو النفسي الذي يعكس الاحتياجات النفسية للطفل.
يمر الطفل خلال سنوات طفولته بمراحل مختلفة في جميع الجوانب، حيث أن شخصيته هي نتاج هذا النمو والتطور في مختلف تعاملاته مع البيئة المحيطة به، وعلم نفس النمو يهتم بدراسة أثر جميع جوانب النمو الأخرى في شخصية الطفل ليحظى الأطفال بمتابعة دقيقة ونمو نفسي سليم بحيث يدعم نمو شخصيته بشكل متكامل.