Posted on
يناير 5, 2022
by
Wesam Magdy
0 Comments
[vc_row][vc_column][vc_single_image image=”55949″ img_size=”full” alignment=”center”][vc_column_text]تعد اللغة العربية خامس لغة انتشارًا، وواحدة من أصعب ثلاث لغات في العالم، كما أنها لغة القرآن الكريم ووسيلة التواصل الأولى بين المسلمين. وعلى الرغم من صعوبتها على غير الناطقين بها، إلا أن المنطقة العربية تنعم بتلك اللغة التي تحوي في طياتها المعاني، والبلاغيات، والتركيبات اللغوية المتميزة والتي تجعلها لغة متفردة وراقية لمن يرغب في تذوق جماليتها.
وواحدة من علامات تفرد اللغة العربية هي احتواءها على طرق كتابة مختلفة تزين بلاغتها بأشكال متعددة، وهو ما نطلق عليه الخطوط العربية. الخط العربي هو واحد من أهم العلامات الجمالية للكتابة وأكثر فنونها رقيًا، فهي الطريقة التي نستخدم الحروف العربية الثمانية والعشرين بشكل متشابك يجعل الجمل تبدو كلوحة فنية.
تاريخ الخط العربي
مع انتشار الفتوحات والغزوات الإسلامية بدأ فن الخط العربي في أخذ خطواته الأولى خارج شبه الجزيرة العربية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. وكان السبب الرئيسي في حاجتنا إلى الخطوط العربية هي حمل هذا الدين للغته ولقرآنه الكريم وتفوقه على جميع الخطوط الأخرى كما في البلدان الأخرى. فبدلًا من الكتابة السريانية، واليونانية، والفارسية، حلت الخطوط العربية محل الكتابات الأخرى لتنتزع منهم راية الإبداع.
سطع ضوء الخط العربي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشديين، فأصبح في كل مكان مثل المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، ليذيع سيطه في كدن مثل الحيرة والأنباء أيضًا في العصر الجاهلي. وسمت كل مدينة الخط بأسمها فصلًا كان هناك الخط المكي، ثم المدني، ثم البصري، ثم الكوفي، لتتوالى الخطوط وأنواعها ومدارسها تباعًا.
ثم بدأ الابتكار في الخطوط العربية في عصر خلافة على بن ابي طالب في الكوفة، وكان يكتب على المحارب، والمنابر، وفي مصاحف القرآن الكريم، ليصبح علامة ساطعة من علامات الفن العربي والإسلامي. انتشرت في تلك الحقبة الخطاطين المهرة، وتسابقوا فيما بينهم على تقديم خطوط جديدة ورسم تلك الموجودة بالفعل بشكل فني جذاب.
بدأ الخط العربي في التطور أكثر ودخول مرحلة الابتكار في العصر الأموي فلاقى تقدم يفوق عصر النبي عليه الصلاة والسلام وعهد الخلفاء. كانت تلك الفترة التي ظهر بها الخطاط كمهنة وليس مجرد هواية، ليبدأ الخط العربي طريقه بلا نقاط في البداية ثم تم اختراعها لتسهيل الأمر على العجم وليس العرب. ومن أبرز الخطاطين على مر العصور قطبة المحرر، وابن مقلة وغيرهم من فناني الخط العربي.
نرى في العصر الأموي أن الخط العربي أصبح رمز من رموز التاريخ الإسلامي، فقد زين القصور، والأماكن التاريخية الأبرز، والمساجد، كما نلاحظ كتابة الخط العربي في الدواوين ومن جاء اسم الخط الديواني. بعد سنوات عديدة بدأت الخطوط الحديثة التي نشهدها الآن الظهور لتواكب العصر الحالي فنجدها على قباب، والقصور، والقلاع التي بُنيت في العصر الحديث.
أنواع الخط العربي
خط النسخ: هو واحد من أشهر الخطوط العربية وأكثرهم تداولًا في الكتابة. أسس الوزير ابن مقلة قواعد وأساسيات هذا الخط. يتسم خط النسخ بوضوح حروفه وكبرها، ولذلك يعد أنسب خط للقراءة المريحة للعين.
خط الرقعة: سمي بخط الرقعة نسبة إلى الرقاع وهو جلد الغزال وهو واحد من الخطوط المنتشرة أيضًا والمناسبة للاستخدام اليومي نظرًا لسهولة وسرعة كتابته. أسس قواعد و أسس هذا الخط الخطاط العثماني ممتاز بيك في عام 1280م.
الخط الكوفي: من أشهر الخطوط وأقدمها، واسمه جاء نسبة إلى مدينة الكوفة في العراق، يمتاز بالتنسيق ومماثلة الحروف، وممن اشتهر بهذا الخط العالم يوسف أحمد، حيث حظي هذا الخط باهتمامه الكبير.
الخط الفارسي: وجد طريقه إلى اللغة العربية في بلاد فارس، ويتسم بكون حروفه ممتدة ودقيقة وهو ما يبعدها عن التعقدي ويكسبها سهولة ووضوح للقارئ والكاتب.
خط الثلث: هو خط عربي أصيل، ويعد واحد من أصعب الخطوط العربية من حيث القواعد والموازين، وظهر لأول مرة في القرن الرابع الهجري، وهو ينتمي لعائلة الخط النسخي، إلا أنه يتسم بالتعقيد والصعوبة فهو بمثابة لوحة فنية لا خط عربي عادي. ومن المعروف أن خط الثلث كان الخط الأساسي للسلاطين والولاه وقديمًا نظرًا لمرونتها وجمال شكله.
خط الطغرى: واحد من الخطوط الراقية التي تتسم بالمرونة لذا استخدمها الولاة والسلاطين بشكل أساسي قديمًا، ومن خصائصة أنه يكتب بخط الثلث، وهو واحد من أعثد الخطوط و أجملها شكلًا. وفي عصرنا الحالي يستخدم الخط الطغري لتزيين العناوين فقط أو بعض الآيات القرآنية المميزة نظرًا لصعوبته.
خط الطومار: هو خط واضح المعالم والنهايات نظرًا لانتماءه لمجموعة الخطوط النسخية، ويرجع تسميه إلى لفافة الطومار التي كانت تستخدم كالورق قديمًا، ويعد ابن مقلة هو أشهر من كتب بهذا الخط المميز.
الخط الديواني: سُمي بالخط الديواني نظرًا لاستخدامه قديمًا في كتابة الدواوين، ويختص بالحيوية في رسمته والطواعية في الكتابة، حيث أنه يُكتب على سطر واحد، ومن المعروف أن أول من خط به كان ابراهيم منيف.
الخط المغربي: من اسمه هو خط وجد في بلاد المغرب في شمال أفريقيا، ويتميز باستدارة حروفه بشكل كبير.
7 نصائح لتحسين خطك
- الاسترخاء: لا تفكر في الأمر كثيرًا فقط ابدأ في التمرن على الكتابة وانت مسترخ ومقبل على الكتابة.
- نوع القلم: عليك تجربة أنواع أقلام مختلفة، بداية من القلم الرصاص، ثم الجاف. مع التجربة مرارًا وتكرارًا ستتعرف إن كنت تفضل الأقلام ذات السن الرفيع أم السميك وهكذا.
- نوع الورق: استخدامك للأوراق المُسطرة سيسهل عليك الأمر كثيرًا في البداية، فعندها ستتمكن من الالتزام بالسطر ووضعية الأحرف بمهارة.
- وضعية الجلوس: الجلوس بشكل صحيح وباستقامة مع مراعاة وضعية اليدان سيسهل الكثير عليك عند الكتابة، والعكس سيجعل خطك أسوء وسيقلل من تركيزك أثناء الكتابة.
- نوع الخط: في حالة تحسين الخط في الكتابة ينصح الخطاطون باستخدام خطوط سهلة وواضحة مثل خط النسخ وخط الرقعة كبداية.
- اترك مساحة بين الكلمات والأحرف: هي واحدة من الأخطاء الشائعة التي تجعل الكلام المكتوب غير مقروء، عليك أن تعطي الأحرف والكلمات حرية كافية لتجعلها واضحة للقارئ ولتسهل على يديك رسم تلك الأحرف بشكل أبسط.
- الممارسة: لن تتقن أي مهارة في يوم أو أثنان، عليك بالصبر، والممارسة، ومراقبة تطورك حتى تحصل على التشجيع الكافي لتستمر.
تمارين تحسين الخط
تعلم الطريقة الصحيحة لمسك القلم: واحدة من أبرز الأشياء التي تؤدي إلى الخط السيئ هي عدم فهمنا الصحيح لمسك القلم، لذا مشاهدتك لشخص يحمل القلم بشكل سليم ستساعدك على التحسن في التمارين.
رسم الدوائر والخطوط المموجة: سيساعدك هذا على الاعتياد على رسم الثنايات بشكل ثابت، مما سيجعل تفاصيل كتابتك للأحرف شكلها أفضل و أيسر للعين. تفيدك الخطوط المموجة في تحسين كتابتك للحروف الرأسية مثل الكاف، واللام، بينما سيتحسن خطك في كتابة الحروف العمودية مثل الياء، والنون.
رسم الخطوط العرضية: ستمكنك من رسم الجمل بشكل مظبوط أكثر، فهذا التمرين سيساعدك إن كنت تعاني من رعشة في اليد أثناء الكتابة. كما ستساعدك أيضًا على رسم الحروف بشكل انسيبابي في حالة إن كنت تكتب الجمل والحروف بشكل متكسر.
كتابة الأحرف على حدى: من خلال شراء كراسة الأحرف، ستمكنك هذه الطريقة من تظليل الحروف المكتوبة بالقلم، لتعتاد يداك على حواف وثنايات كل حرف، دون الحاجة لكتابتها بنفسك بشكل خاطئ في البداية. مع التكرار، ستجد أن يداك قد اعتادت شكل الأحرف وستتمكن من كتابتها بشكل صحيح دون الحاجة للتظليل.
دراسة أشكال الحروف في أوضاعها المختلفة: ستتمكن من خلال ذلك كتابة الأحرف في حالاتها المختلفة، فعلى سبيل المثال حرف الباء عند بداية الجملة يكون شكله “بـ” على عكس عندما يكون في نهاية الجملة فيكون رسمه على هذا النحو “ب”. عند كتابتك للحروف الثمانية والعشرين بأشكالها المختلفة سيبدأ خطك في التحسن تدريجيًا.
الاستمراية في عمل التمارين المختلفة واتباع النصائح هو السر الأهم في عملية تحسين خطك، والصبر على النتائج هو التكنيك الأهم في تقدمك. لطالما كانت وستكون لغتك الأم هي المرآة الأولى في الحكم على ثقافة أي دارس، فإن كان الدارس غير قادر على التعبير عن ذاته بخط حسن يسهل قرائته فلا فائدة لما يكتبه.[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]