مع بلوغ الطفل السن المناسب للتخلص من الحفّاض، تظن معظم الأمهات أنهن ارتحن من عبئٍ كبير، ولكن العديد من الأطفال يمرون بفترات يواجهون فيها التبول اللاإرادي، وقد يتسائل الأهل حينها أسئلة مثل هل التبول اللاإرادي له علاقة بمرض نفسي؟ ما سبب تبول الطفل على نفسه في النهار؟ وما هو علاج التبول اللاإرادي في الليل أو النهار؟ وغيرها من الأسئلة، لذا نرى أنه من المهم توضيح بعض الحقائق مثل اسباب تبول الطفل على نفسه في النهار أو تبليل الفراش وكيفية التعامل معه.
يعتبر التبول اللاإرادي (ويسمى أيضًا سلس البول الليلي) مشكلة شائعة في مرحلة الطفولة. يتعلم الأطفال التحكم في التبول أثناء النهار عندما يدركون امتلاء المثانة لديهم. بمجرد حدوث ذلك، يتعلمون التحكم بوعي في مثانتهم وتنسيقها. يحدث هذا بشكل عام في سن الرابعة. عادةً ما يستغرق التحكم في المثانة أثناء الليل وقتًا أطول حتى يبلغ الطفل سن بين الخامسة والسابعة.
يختلف عدد الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي حسب العمر. في سن الخامسة ، يعاني 16% من الأطفال من التبول اللاإرادي ليلاً. وتبدأ النسبة في الانخفاض مع تقدم الطفل في العمر،
بالنسبة لمعظم الأطفال ، يزول التبول اللاإرادي من تلقاء نفسه دون علاج. ومع ذلك ، قد يقلق مقدمو الرعاية والأطفال بشأن التبول اللاإرادي لأنه أمر محرج وغير مريح. قد يقلق بعض مقدمي الرعاية أيضًا بشأن المشكلات الطبية الأساسية.
اسباب تبول الطفل على نفسه
قد يكون التبول اللاإرادي مرتبطًا بواحد أو أكثر مما يلي:
- مثانة الطفل تنضج بشكل أبطأ من المعتاد مما يعني صعوبة التحكم بها.
- مثانة الطفل تحتوي على كمية أقل من المعتاد من البول، مما يسبب أحياناً تسرب البول دون انتباه الطفل.
- عوامل الوراثة، الآباء والأمهات الذين عانوا من سلس البول وهم أطفال هم أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من سلس البول.
- انخفاض مستويات الفازوبريسين (هرمون يقلل من إنتاج البول).
- النوم العميق الذي يمنع الطفل من الشعور بامتلاء المثانة (هذه النظرية مثيرة للجدل، حيث أنها من اسباب تبول الطفل على نفسه ليلا، ولكنها لا تفسر حالات أخرى مثل تبول الطفل على نفسه في الشتاء مثلا أو في النهار.
هل كثرة التبول عند الاطفال دليل على مرض السكر؟
نادرًا ما يكون التبول اللاإرادي عند الأطفال بسبب مشكلة صحية أو نفسية أو عاطفية. لا يعاني معظم الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي من مشكلة طبية أساسية. رغم أن هناك مشاكل طبية قد تساهم في التبول اللاإرادي مثل مرض السكري، والتهاب المسالك البولية، والتلوث البرازي (البداغة)، والديدان الدبوسية، والفشل الكلوي، والنوبات، ومشاكل النوم (مثل توقف التنفس أثناء النوم)، ولكن أغلب حالات التبول اللاإرادي تكون عرض مؤقت ويختفي تدريجياً بدون الحاجة لتدخل طبي، ولهذا لا يمكن الاستدلال على مرض السكر أو غيره من الأمراض من خلال التبول اللاإرادي فقط.
كيف تعرف ان الطفل غير طبيعي؟ تشخيص التبول اللاإرادي:
يبحث معظم الأهالي عن علاج التبول الليلي ويبدؤون بالبحث عن طبيب مناسب، فنجد بعض الآباء يتسائلون عن من هو الطبيب المختص في علاج التبول اللاإرادي؟ في حين أن طفلهم قد لا يكون بحاجة لتدخل طبي من الأساس. فكما أشرنا، يمر العديد من الأطفال بمرحلة سلس البول أو التبول الليلي ويتجاوزونها بدون تدخل علاجي. ولكن قد يقلق البعض إذا زادت فترة اللتبول اللاإرادي لدى الطفل، او حسب المرحلة العمرية له، فمثلاً قد لا يقلق آباء طفل يتبول على نفسه في سن الرابعة أو الخامسة من عمره، بينما يقلق آباء آخرون إن عانى طفلهم من التبول اللاإرادي في سن الثالثة!
بالنسبة لمعظم الأطفال، يرتبط التبول اللاإرادي بعدد من العوامل التي يمكن ملاحظتها بسهولة، وتشمل:
- مشاكل في التبول بالنهار
- فترات الجفاف الطويلة
- التاريخ العائلي للتبول اللاإرادي
- ما إذا كان الطفل يشخر
- المشاكل الأسرية وتعرض الطفل للضغط النفسي أو العصبي
- تناول أدوية معينة في حالة إصابة الطفل بأي مرض
- الحالة الجسدية للطفل من حيث النشاط والحركة والحالة النفسية وتفاعله مع أقرانه وأصدقائه.
اقرأ أيضاً، ضعف الثقة بالنفس عند الطفل
من المفيد تسجيل ملحوظات يومية على مدار الـ 24 ساعة عن مقدار ما يشربه الطفل ومقدار البول الذي يمر به. يتضمن ذلك تسجيل الوقت وكمية السوائل التي يشربها طفلك، بالإضافة إلى عدد مرات التبول، بما في ذلك كمية التبول إن أمكن.
قد يحدث التبول اللاإرادي في النهار لدى بعض الأطفال لا في الليل فقط أو أثناء النوم كما يظن بعض الآباء، لذا فإن متابعة حالة الطفل ومعدل السوائل التي يشربها ومعدل التبول خلال النهار يعد من أفضل الطرق لاكتئاف سلس البول ومعالجته بسرعة قبل أن يؤثر على نفسية الطفل.
ما هو علاج التبول اللاإرادي عند الأطفال؟
كيف اعالج مشكلة التبول اللاارادي عند الاطفال؟ يطرح العديد من الآباء هذا السؤال لمعرفة كيف يمكنهم التصرف مع أطفالهم، حيث أن علاج التبول اللاإرادي قد يبدأ من تغيير عادات الطفل اليومية أو الكلام التشجيعي، أو محاولة متابعة الطفل وإيقاظه للتبول عند الحاجة وغيرها من الحلول. وفقاً لوزارة الصحة، فإنه لعلاج التبول اللاإردي لدى الأطفال فإن هناك ما على الآباء فعله، كما هناك ما عليهم تجنبّه أيضاً، وفيما يلي أمثلة على ذلك:
- قم بتقسيم السؤائل التي يستهلكها طفلك خلال اليوم ليكون 40% منها في الصباح و40% في الظهيرة للمساء، و20% فقط ليلاً، وتجنب تقديم المشروبات السكرية أو التي تحتوي الكافيين للطفل ليلاً.
- ذكّر الطفل كل ليلة بالنهوض من السرير واستخدام المرحاض عندما يحتاج إلى التبول، وخاصةً قبل النوم مباشرةً.
- ساعد الطفل على تحديد موقع المرحاض بسهولة باستخدام أضواء الليل في الحمام والممر.
- توقف عن استخدام الحفاضات، أو سراويل التدريب، أو السراويل القابلة للسحب في المنزل لأنها قد تمنع الطفل من الرغبة في النهوض من السرير ، خاصة إذا كان الطفل أكبر من ثماني سنوات.
- احم مرتبة الطفل بملاءة مقاومة للماء لتجنب رائحة البول.
- اطلب من الطفل المساعدة في تنظيف السرير في الصباح، بما في ذلك إزالة وغسل ملاءات السرير. تأكد أيضًا من أن الطفل يستحم يوميًا لتجنب رائحة البول على الجلد.
- لا تضايق الطفل أو تعاقبه على التبول اللاإرادي، ولا تسمح لأشقائه أو أي أحد آخر بمضايقته لكي لا تتأثر نفسيته بشكل سلبي وتزداد المشكلة سوءًا.
من المهم التفكير في مدى استعداد طفلك وقدرته على المشاركة في العملية. يجب تحفيز الطفل بشكل صحيح ليتجاوز هذه المشكلة بسهولة. إذا لم يكن طفلك ناضجًا بما يكفي لتحمل بعض المسؤولية عن العلاج، فلا ينبغي إجباره على القيام بذلك، أي أنه يمكنك التراخي قليلاً إن كان طفلك بين الثاثلة والرابعة، فالأطفال في هذا السن أكثر عرضة لهذه المشكلة، ومحاولة إجبارهم على العلاج قد تؤدي إلى نتائج عكسية.