دخول أولياء الأمور
العربية

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، أعراضه وكيفية التعامل معه

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، أعراضه وكيفية التعامل معه

cover

إن المؤسسات التعليمية تلعب أحد أبرز الأدوار في تشكيل شخصية وأسس الصحة النفسية لدى الأطفال. فالمدرسة هي أول مجتمع يخرج إليه الطفل من منزله ودائرته الأسرية الآمنة. والمعلمون هم آباء وأمهات خارج المنزل. من هذا المُنطلق نحرص في مدارسنا على حسن دراسة وفهم الأسس التربوية السليمة للطفل وتهيئة البيئة المناسبة له. من أهم الجوانب التي نأخذها بعين الاعتبار هي الاضطرابات النفسية التي قد يمر بها الطفل. أبرزهم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

 ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

مرض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه: هو أحد الاضطرابات النفسية خلال مرحلة الطفولة، التي تشكل أثرًا كبيرًا على سلوكيات الطفل، إضافة إلى صعوبة التعامل بينه وبين والديه ومعلميه، بل ولدى زملائه في الدراسة. وأحيانًا يدرك الطفل المُصاب مشكلته، ولكن لا يستطيع السيطرة على تصرفاته. وفي هذه الحالة تشكل عائقًا حقيقيًا أمامه في ممارسة حياته وأنشطته وتحقيق إنجازاته بشكل طبيعي. حيث أن ما يقرب من نصف عدد الطلاب المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يستكملون دراستهم الثانوية أبدًا. كما أن نسبة الحاصلين منهم على مؤهلات جامعية لا تتعدى الـ 5% مقارنة بـ 28% من تعداد السكان العام. وتبلغ نسبة الإصابة بهذا الاضطراب من ثلاثة إلى خمسة بالمئة من طلاب المدارس. كما تنتشر في الذكور أكثر من الإناث.

 تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه 

 تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يندرج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ضمن اضطرابات النمو التي يتأخر فيها تطور بعض السلوكيات الشخصية مثل التحكم في الدوافع. ويبلغ هذا التأخر في النمو من 3 إلى 5 سنوات. ويُرجح أن هذا التأخر قد يؤدي إلى إعاقة في النمو. يجب الأخذ ببعض المعايير قبل أن يتم تشخيص حالة الطفل على أنها اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. حيث يجب أن تظهر عليه الأعراض قبل سن الثانية عشرة من مرحلة البلوغ. كما يجب أن تستمر لفترة لا تقل عن ستة أشهر. ويجب أن تسبب هذه الأعراض إعاقة حقيقية للطفل عن ممارسة حياته وأنشطته بشكل طبيعي، ويجب مراقبة وتحديد إذا كانت الأعراض مرتبطة فقط بتواجد الطفل في مكان معين دونًا عن غيره أم لا. حيث أن بعض أماكن تواجد الطفل تُعد محفز طبيعي لديه لاستثارة نشاطه وحركته كفناء اللعب مثلًا.

أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه 

أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يعاني الأطفال المُصابون من حالة نشاط واندفاعية مُفرطة، كما تظهر على الطفل بعض الأعراض مثل ضعف التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق. وعادة ما تكمن صعوبة في التفرقة بين المستويات العادية من فرط النشاط والتشتت الذهني والحالات التي تتطلب تدخلًا طبيًا. لذا يجب ملاحظة استمرار الأعراض لدى الطفل لمدة ستة أشهر. لتحديد ما إذا كان الطفل به أم لا. مع مراعاة أن تكون الملاحظة في بيئتين مختلفتين. ويجب أن تفوق تلك الأعراض مثيلتها في الأطفال الآخرين في المرحلة العمرية نفسها.

ينقسم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وفقًا لأعراضه إلى ثلاث فئات: الفئة الأولى يغلب عليها تشتت الانتباه. والفئة الثانية يغلب عليها النشاط الحركي الزائد والاندفاع. والفئة الثالثة هي مزيج من الفئتين السابقتين فيجتمع فيها تشتت الانتباه والنشاط الحركي والاندفاع معًا. ولكل فئة الأعراض التي تميزها.

فنجد أن النوع الأول يعاني من تشتت الذهن:

  • عدم الانتباه للتفاصيل والنسيان
  • التردد بين الأنشطة المختلفة
  • الشعور بالملل من أداء نشاط واحد بعد فترة وجيزة إذا لم يكن هذا النشاط ممتعًا
  • صعوبة التركيز على أي عمل أو تعلم شيء جديد
  • صعوبة إتمام الأنشطة والواجبات الدراسية
  • فقدان الأغراض في كثير من الأحيان
  • الاستغراق في أحلام اليقظة والارتباك بسهولة والتحرك ببطء
  • صعوبة في معالجة المعلومات بمستوى جيد من السرعة والدقة مقارنة بمن هم في مثل عمره
  • صعوبة أيضًا في اتباع التعليمات

أما النوع المركب هي الفئة التي يغلب عليها النشاط الحركي الزائد والاندفاع فيعاني فيها الطفل من:

  • القلق والتململ عند الجلوس في مكان ثابت
  • كما يميل إلى التحدث بشكل مستمر
  • الحركة الزائدة في كل مكان وملامسة جميع ما يقع عليه نظر الطفل
  • صعوبة السكون أثناء الأنشطة التي تتطلب ذلك مثل تناول الطعام، أو الدراسة، أو عند الاستعداد للنوم
  • الحركة الدائمة وصعوبة في أداء المهام أو الأنشطة بهدوء.

وهناك بعض الأعراض تشير إلى الاندفاع كصفة أساسية وتشمل:

  • عدم القدرة على الصبر
  • التصرف دون أخذ العواقب في الاعتبار
  •  إبداء المشاعر دون ضبط النفس
  • صعوبة انتظار حصولهم على الأشياء التي يريدونها

وقد تظل أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال حتى مرحلة البلوغ.

العوامل المسببة لاضطراب فرط الحركة  

العوامل المسببة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

العوامل الوراثية

يعتقد الباحثون بأن العوامل المسببة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تعود إلى الصفات الوراثية.  فقد بينت بعض الأبحاث حدوث تغييرات محورية في تكوين الدماغ وأدائه لدى الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. وقد لوحظ انخفاض النشاط في المناطق الدماغية المسؤولة عن النشاط والانتباه. كما ينتقل هذا الاضطراب وراثيًا من جيل إلى جيل، حيث أثبتت الأبحاث أن واحدًا من كل أربعين طفل يعانون من الاضطراب لديه قريب عائلي واحد على الأقل يعاني من الاضطراب ذاته.

العوامل البيئية

ومع ذلك فإن هناك بعض العوامل البيئية التي تؤثر على تصرفات الطفل أو تؤدي إلى تدهور حدتها.أيضًا تدخين الأم أثناء الحمل له تأثير في الإصابة بهذا الاضطراب. إلى جانب الإفراط في تناول المشروبات الروحية وتعاطي المواد المسببة للإدمان من شأنه أن يؤثر على خلايا المخ. وأيضًا التعرض لملوثات بيئية سامة أثناء الحمل له نفس التأثير في المساهمة بخطر الإصابة.

تعديل سلوك الأطفال المصابة  

تعديل سلوك الأطفال المصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

تعديل السلوك يستهدف التعامل الأنسب والأمثل مع حالة كل طفل وحسن تسيير سلوكياته والتحكم بها. للوصول به للأنماط السوية من السلوكيات الإيجابية وتعديل لسلوكيات السلبية الغير مرغوبة.يمكن تحقيق ذلك من خلال عدة خطوات

  • الابتعاد عن التأنيب والنقد الشديد في جميع الأحوال
  • الإشادة بالأشياء الإيجابية التي يتمتع بها الطفل لتعزيز ثقته بنفسه ودعم إرادته على حسن تغيير وتقويم سلوكياته السلبية
  • الاتفاق على الدعم والمكافأة المباشرة –من خلال أي مما يحبه الطفل- فور صدور أي سلوك إيجابي من الطفل
  • الثناء على ذلك السلوك وتشجيعه عليه ولو بعبارت إطراء بسيطة مثل “ممتاز” “أحسنت” “لقد أديت عملك بشكل عظيم”
  •  يجب على الآباء أن يقوموا يتمثيل وتوضيح السلوك الهادف حتى يقتدي به الطفل ويرتأي من خلال الوالدين نموذجًا فعالًا واقعيًا لذلك السلوك المرغوب فيقوم بتقليده.
  • تقديم مكافآت للطفل مادية كانت أو معنوية في مقابل السلوك المرغوب الذي يسلكه الطفل. مع مراعاة أن تكون المكافأة بمجرد تنفيذ المطلوب منه وليس لمجرد الطاعة.
  • اتباع نظام النقاط ويكون بتحديد المهام المطلوبة من الطفل أولًا. وبمجرد إنجازه لأحدها يحصل على النقاط الموازية لها. وبحصوله على عدد لا بأس به من النقاط يتم استبدال تلك النقاط بمكافآت تُحدد مُسبقًا بالاتفاق مع الطفل. ومن المهم أن يعلم أنه قد يخسر أحد تلك النقاط وذلك إذا أخل بأحد مهامه.

ومن أهم خطوات التعديل السلوكي لدى الأطفال المُصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه هي تنمية القدرة على ضبط الذات. ومن أولى السُبُل لتحقيق ذلك هي طريقة التحدث مع الذات. حيث يتعلم الطفل أن يواجه سلوكه عن طريق التحدث إلى ذاته. فعلى سبيل المثال يسأل نفسه أثناء إقدامه على سلوك معين ماذا يجب أن يفعل. أن يحذر نفسه إذا أوشك على الإخفاق في عمل ما. ومن المهم أن يقوم الوالدان بتذكير الطفل أن يقول لنفسه: “قف وفكر”. أو بعض الجمل البسيطة التي تعينه على حسن التفاعل مع المواقف اليومية بأفضل شكل مثل: “اهدأ”.

من المهم ايضًا إتاحة الفرصة للطفل للحديث عن مشكلته الرئيسية. ومساعدته على أن يحاول بقدر استطاعته أن ينفذ التعليمات المطلوبة منه على أن يكون الطفل مُدرك أنها لفائدته في المقام الأول. كما يمكن تعليم الطفل أن يسجل عدد المشكلات التي يواجهها خلال فترة زمنية قصيرة. وذلك لمساعدته على التركيز وعلى تعلم مفهوم مراقبة الذات بدلًا من مراقبة الراشدين له.

تعديل السلوك والتعامل

علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

تتضمن علاجات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه المعالجة الدوائية إلى جانب الاستعانة باستشارة ومتابعة طبيب نفسي. كما أنه توجد بعض العلاجات تساعد في تخفيف حدة الأعراض تشمل:

  • تنظيم وتحديد مساحة خاصة بالطفل داخل الصفوف الدراسية
  •  الدعم العائلي والبيئي
  • العقاقير الدوائية التي تعمل على تنشيط الدماغ وموازنة نسب الموصلات الكيميائية في الدماغ والمعروفة باسم الناقلات الكيميائية بين الأعصاب

ويساهم العلاج الدوائي في التخفيف من حدة الأعراض. إلا أنه يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع المتابعة والاستشارة النفسية وتعاون كل من المحيط الأسري، والدراسي، والبيئي لحسن التعامل مع الطفل المُصاب بما يتناسب مع حالته ومؤازرته للمرور الآمن نحو الشفاء.

وفي هذا الصدد، يأتي دورنا نحن مدرسة “رواد الخليج العالمية- فرع الملقا بمدينة الرياض” كمؤسسة تعليمية متخصصة ومجهزة بأحدث السُبُل والمناهج للتعامل مع الأطفال ذوي اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه وتوفير كافة سُبُل خدمات الأطفال من ذوي الهمم حيث يعمل لدينا مجموعة من المتخصصين والاستشاريين للتعامل الأمثل مع الأطفال وحسن تيسير العملية التعليمية لديهم. إلى جانب الإشراف والتقويم السلوكي المتخصص والأنسب لسلوكيات الطفل. وقد حرصنا أيضًا على حسن تطوير وضبط المناهج الدراسية بما يتناسب مع متطلبات الأطفال من هذه الفئة في تلك المرحلة من مسارهم الدراسي. آملين أن نساهم في تمهيد الطريق لهم لحياة مكللة بالنجاح والتوفيق والتميز.