دخول أولياء الأمور
العربية

كيف يمكن تعزيز ثقة الطفل بنفسه؟ خطوات بسيطة ونصائح هامة.

تعزيز ثقة الطفل بنفسه

تعزيز ثقة الطفل بنفسه من أهم الصفات التي تعتبر فارقة في حياته ومستقبله، دور الوالدين هام ومحوري في تعزيز القدرات الشخصية للإبناء إذا تم اتبعوا مجموعة من النصائح والإرشادات التي تجعل المهمة سهلة.

علامات الطفل الخجول

يعتبر الخجل هو الصفة الرئيسية التي تؤدي بالتدريج إلى الثقة بالنفس، وقبل أن نشرع في سرد الحلول للمشكلة يجب أن نعرف أولًا ما هي العلامات التي إذا ظهرت على الطفل فإنه غالبًا ما يفتقد إلى الثقة بالنفس.

لا يفضل الطفل الخجول الظهور في التجمعات، وإذا حدث فإنه يتجنب التواصل والتفاعل مع الآخرين وينزوي على نفسه أو يقبع في مكانه بجوار الوالدين.

الطفل الغير واثق من نفسه لا يكمل مهمة للنهاية سواء كانت رسمية مثل الفروض المنزلية أو حتى ترفيهية مثل لعبة أو رسم أو غيره.

دومًا يتحدث الطفل الخجول الغير واثق من نفسه بشكل سلبي عن شخصيته وأفعاله. يستخدم ألفاظ مثل “أنا لست جيدًا” “هذا أفضل مني” “لن أنجح” “لا جدوى مني” وفي كل هذه الأحوال فإنه يلقي باللوم على الآخرين.

لا يسعى أبدًا إلى تكوين صداقات جديدة ولا يوطد علاقته بالأصدقاء القدامى ويصبح حساسًا للغاية من أقل كلمة أو تصرف أو انتقاد من الآخرين.

في معظم الأحيان لا يثق في أقواله وينتظر التأكيد من شخص آخر، وتكون المشكلة الأكبر في أن يكون هذا الشخص صديق/ صديقة سوء مما يجعل السيطرة على شخصية الطفل أمر سهل وتكون بداية لنتائج غير محمودة العواقب.

أسباب عدم الثقة بالنفس عند الأطفال

في البداية نتعرض للأسباب التي يكون منبعها أخطاء الوالدين وأولها يتركز في المقارنة مع الآخرين وهو التصرف الأكثر شيوعًا.

يظن الوالدان أن مقارنة الطفل بطفل آخر هو عامل للتحفيز ولكن هذا تفكير خاطيء تمامًا. وضع الطفل في مقارنة مع زميل أو قريب أو أخ أو أخت هو الخطيئة الكبرى التي تغذي عدم الثقة بالنفس وتجعل الطفل يسقط في دائرة مفرغة من الشعور بالعجز.

أما الخطأ الشائع المنتشر في البيوت بل والمدارس أيضًا هو ممارسة ضغوط مستمرة على الطفل لكي يصبح أفضل، أسرع، أمهر، أجمل، أشطر…إلخ.

إن صيغة التفضيل هذه عندما تظهر في طريقة تعامل المدرسة والبيت تأجج من شعور الطفل بالتقصير الدائم وتجعله دومًا في حالة استنفار للحاق بسباق وهمي وضعه له أقرب الناس إليه: الأهل والمدرسين!

الإنتقاد المستمر بداع وبغير داع يضع الطفل في خانة المُذنب ويبدد كل ماتبقى له من ثقة بالنفس وتلك هي الخطيئة الثالثة التي تُرتكب في حقه.

بالإضافة إلى هذه الأسباب التي تصدر معظمها من الوالدين والمدرسين فإن هناك مجموعة عوامل أخرى مثل الاستعداد الوراثي والصحي والبيئة الإجتماعية المحيطة والتي يتأثر بها الطفل مباشرة وهي الحالة التي ربما يتحتم فيها استشارة طبيب متخصص في الطب النفسي للأطفال.

الحلول: خطوات بسيطة ونصائح هامة

تعزيز ثقة الطفل بنفسه من ثقتك بنفسك، هذه القاعدة التي تقول أن الطفل مرآة والديه تنطبق هنا أيضًا. ينبغي أن يظهر الوالدان أمام الطفل بإنطباع إيجابي من الثقة بالنفس سواء معه أو أمام الآخرين، تدريجيًا سوف يتعلم بالمشاهدة والمراقبة ثم يقرر أن يكون واثقًا كالوالد أو الوالدة أو كليهما.

  • الإنصات لطفلك بدون أحكام مسبقة

حل هام جدّا لإكسابه الثقة بالنفس. شعوره الدائم بأن صوته مسموع وله مصداقية لديك يتم تخزينه في عقله الواعي وينعكس مباشرة على تعامله مع الآخرين فيما بعد.
إعطاؤه الفرصة الكاملة للتعبير عن نفسه داخل المنزل يعطيه الدَفعة اللازمة للثقة الكاملة خارجه.

  • التركيز معه على شخصيته

الحديث معه عن قدراته من أهم التقنيات التي تستخدم للقضاء على فكرة “المقارنة” ع الأقران التي سردناها سابقًا.

  • التعرف على قدرات الطفل

تسهل لك تكليفه بما هو مُستطاع. المهام التي ينجزها وتطابق قدراته تعطيه ثقة في نفسه وتعمل كحافز للقيام بمهام أكبر وأكثر.

  • شجعي طفلك على عمل كل شيء بنفسه

لا تقومي بعمله نيابة عنه. الشعور بالإنجاز هو أهم خطوة في رحلتك لتعزيز ثقة الطفل بنفسه، يتضمن ذلك إعطائه حق اتخاذ القرار حتى في أبسط الأمور مثل نوع الطعام الذي يود تناوله وألوان ملابسه ونوعها وهكذا، تبدأ الاستقلالية والثقة بالنفس من القدرة على اتخاذ القرار.

  • الثناء والتشجيع

كلمات المديح والإطراء حل سحري لدعم الطفل وتعزيز ثقته بنفسه، ولكن يجب الحرص على عدم المبالغة والمجاملة، الطفل لديه ميزان حساس يقيس به ما يقال.
من الممكن جدًا إشراك الأقران في كيّل المدح والثناء للطفل لأن هذا يضاعف من ثقته بنفسه، ولكن بشرط أن يكون المديح والثناء مُستحق لأنه لو كان مصطنعًا فإن النتيجة سوف تكون عكسية.

  • إشراك الطفل في الأنشطة المختلفة

سواء رياضية أو فنية أو اجتماعية تساعد في دمجه مع أقرانه، قد يحتاج في البداية أن يكون تحت متابعتك ولا مانع من إعطائه دَفعة معنوية بالحضور معه لدقائق إن أمكن.
يمكنك الحديث مع المشرفين عن هذا النشاط عن حالة الخجل وعدم الثقة التي يعاني منها الطفل سوف يقدمون المساعدة بالتأكيد. نفس الأمر يجب أن يتكرر مع المدرسين داخل المدرسة بإشراكهم في عملية تأهيل الطفل الغير واثق من نفسه.

  • الحب الغير مشروط

هو الأساس الذي يُبنى عليه كل ما سبق. المشاعر التي تقدمها لطفلك هي الأغلى والأهم على الإطلاق، لا تتردد في إظهارها بمناسبة ودون مناسبة.
التقبيل والاحتضان والدعابة والركض واللعب كلها وسائل هامه تعزز المناعة النفسية للطفل بطريقة غير مباشرة.

أهمية الثقة بالنفس للأطفال

قوة الشخصية هي المحصلة النهائية التي تترتب على كل ماسبق. رحلة الحياة طويلة وسوف يحتاج الطفل الكثير من الثقة بالنفس لكي يتقدم في دروسه وحياته العملية والشخصية.
الثقة بالنفس دليل على الصحة النفسية للطفل ومفتاح هام للتعامل مع الآخرين ، العناية بها والإهتمام بعناصرها هو أهم هدية توفرها للطفل.

دور المدرسة في تعزيز ثقة الطفل بنفسه

لا تكتمل ثقة الطفل بنفسه إلا بمشاركة فعالة من المدرسة لكي تُكمل وتتمم دور الوالدين. تمتلك المدرسة كل الإمكانيات المادية والبشرية التي تجعل من دورها المؤسسي لا غنى عنه في تطوير إمكانياته وثقته بنفسه.
يعتبر تطوير الشخصية القيادية داخل الطفل إحد أهم عناصر تعزيز الثقة بالنفس ولذلك فإننا في مدراس رواد الخليج العالمية حرصنا على تطوير برنامج “القائد بداخلي” والذي يهدف إلى تنمية الثقة بالنفس والوصول بها إلى أعلى مرحلة تُمَكن الطالب من أن يتولى مناصب قيادية في المستقبل.