دخول أولياء الأمور
العربية

كيف تتعاملين مع ابنك المراهق بعد جائحة كورونا؟

كيف تتعاملين مع ابنك المراهق

تشكل تربية الأبناء تحديًا عظيمًا لكل أب وأم في كل مراحل الأبناء العمرية، وربما يجمع كل الآباء والأمهات أن أصعب مرحلة عمرية في التعامل مع الأبناء هي مرحلة المراهقة، و يبقي السؤال قائماً كيف تتعاملين مع ابنك المراهق ؟

ما هي مرحلة المراهقة بالتحديد؟

تعرف مرحلة المراهقة بالمرحلة التي بين الطفولة والرشد وهي المرحلة التي يبدأ فيها الإنسان ببناء شخصيتهم المستقلة.
وتختلف أعمار بدء هذه المرحلة حسب المجتمع والنوع، فالإناث مثلًا يبلغن وينضجن قبل الذكور وقد تبدأ في مجتمع ما في سن ال 13 وفي أخر في سن ال15 وهكذا.

وتتسم مرحلة المراهقة بالصعوبة للطرفين، حيث يعيش المراهقون فترة يعتقدون خلالها أن ذويهم لا يفهمونهم ويقيدون حريتهم.
ويشعر الأهل بأن أولادهم يتحررون من سيطرتهم ويتمردون عليهم، لطالما شغل هذا الصراع البشرية لما يحمله من قلق على الوالدين وتؤثر جودة إدارته على شخصية المراهق بشكل كبير.

لذا من المهم أن يفهم  الوالدان أن العلاقة بين أبنائهم إلى أفضل ما يرام بعد مرور كل هذا التخبط في فترة المراهقة.
بالإضافة إنه من الضروري جدًا أيضًا تفهم ما يمر به المراهقون خلال تلك الفترة من صعوبات وتحديات جديدة عليهم يواجهون فيها الكثير من الضغوطات.

فبجانب التغيرات الهرمونية والجسدية المفاجئة التي طرأت عليهم وتمثل لهم عالم غريبًا يتطلب مسؤليات تجاهها، فإن المراهقين يواجهون معاني جديدة مثل:

الشعور بانعدام الأمان وأنه لأول مرة لم يعد محور اهتمام كل من حوله مثلما كان الحال في طفولته.
بالإضافة إلى الحاجة الفطرية إلى الاستقلال تجعلهم يواجهون العالم بمفردهم مع إحساس بالوحدة، وبدون توجيه من البالغين وخصوصًا الأبوين سيجدوا أنفسهم يتورطون في سلوكيات خاطئة أو يتبعون السلوك السلبي.

إضافةً إلى كل ما سبق فإن جائحة كورونا أضافت تأثيرها هي الأخرى على المراهقين- وبالطبع أثرت على جميع المراحل العمرية لكن كان للمراهقين النصيب الأكبر من التأثير.

تأثيرات جائحة كورونا على المراهقين

لم تترك جائحة كورونا شيئًا إلا وغيرته أو أثرت فيه، والمراهقون ليسوا شاذون عن القاعدة، أثرت الجائحة على المراهقين بشكل متفاوت ومختلف حسبما ما تعرضوا له.

وبالتالي تفاوتت التقارير حول تأثير الجائحة عليهم، ففي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) نصح التقرير الآباء بالهدوء والتروي في التعامل مع أبنائهم الأطفال والمراهقين.

وتفهم ما يمروا به من مشاعر غضب بسبب العزلة الاجتماعية والقلق الناتج عن النقص المفاجئ في الدعم والتفاعل الاجتماعي.
وفي دراسات أخرى وجد الباحثون أن 46٪ من آباء المراهقين قالوا إن أطفالهم أظهروا علامات على حالة صحية عقلية مختلفة أو متدهورة منذ بداية الجائحة.

وعلى الجانب الأخرى فإن للجائحة تأثيرًا إيجابيًا أيضًا على المراهقين، فبعد دراسة أجرتها جامعة بريستول، وجدت أن التعليم عن بُعد قد حقق فوائد صحية ونفسية إيجابية للمراهقين.
من بينها تقليل القلق، وزيادة الشعور بالرفاهية، وتنشيط التواصل مع مدارسهم.

يرجع الباحثون في تلك الدراسة التأثيرات الإيجابية إلى تعزيز جزء كبير من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتقنيات الاتصال عن بعد من خلال محادثات الفيديو.

مما فتح لهم بابًا جديدًا للإبداع دون ضغط الخجل أو أي ضغوطات أخرى، بالإضافة إلى ذلك فإنهم يحظون بفرصة كبيرة للنوم بشكل كافي ودون قلق الحضور إلى المدرسة التي قد تكون بيئتها موترة لبعضهم.

والأهم هو التخلص من ضغط الامتحانات التقليدية والانتقال إلى امتحانات أكثر مرونة وأقل توترًا.
كل هذه السلوكيات والمشاعر الإيجابية هي التي يجب على الآباء تعزيزها والعمل على التركيز على إظهارها أكثر.

ولكن كيف تتعاملين مع ابنك المراهق بشكل عام؟

نصائح لتربية المراهقين

المراهقة مرحلة حساسة، لذا فمن المهم التعامل معها بمسؤولية تربوية حريصة، مع التركيز على الإيجابية التي تُطور شخصية الابن وتنميها بشكل متزن ما بين الحزم والرحمة، ما بين الاهتمام الإيجابي والرعاية الصالحة.

وعلى الرغم أنها سنوات حافلة بالتمرد والعناد، من أجل تحقيق الاستقلالية الفردية وإثبات الذات، إلا أن هناك عدة نصائح محورية لمعرفة كيف تتعاملين مع ابنك المراهق:

  • يجب عليكِ أولًا تفهم احتياجات ابنك المراهق بصورة واقعية وعلمية
  • أن تبحث عن المعرفة اللازمة حول تلك الاحتياجات لتستطيع تقدير الموقف الذي يكون فيه ابنك
  • هذا التقدير يعتبره المراهق فهمًا حقيقيًا للمتاهات التي يعيشها ويشعر أن من حوله يساندونه، وليس ضده أو يقابلون كل ما يطرح بالرفض.
  • قدمي لابنك قدوة حسنة في السلوك والتفكير، تلك القدوة تجعل حياة ابنك في المنزل مدرسة ينشأ فيها بأفضل صورة.
  • استخدمي الحزم ولا تستخدمي القسوة، أحيانًا نقسو على أبنائنا بدون أن نشعر لأن الأبناء أحيانًا لا يُلبون مستوى جيدًا من الرضا في أنفسنا
  • وهذا خطأ كبير، علينا أن نتقبل أبناءنا كما هم بإمكانياتهم وطاقاتهم الممكنة.
  • كوني أفضل صديق له، وهو حل تربوي جيد جدًا ليشعر الابن أن والديه قريبان منه، وذلك عن طريق مصاحبة رفاقه وأنهما يريدون مصلحته في المقام الأول والأخير.
  • امنحي ابنك بعض الخصوصية في هذه المرحلة كأن تعطيه مصروفه بشكل شهري سيمثل ذلك تدريبًا جيدًا على إدارة أموره ويشبع الحاجة إلى الاستقلال بالنسبة لهم وكذلك ابنتك المراهقة، سيمثل ذلك احترام للتغيرات التي طرأت عليها في سن المراهقة.

ابني المراهق عنيد

كل هذا عظيم ولكن ابني عنيد، لا أظن أن ذلك سيفلح معه!

لا داعي للقلق، تجدي هذه النصائح نفعًا مع المراهقين العنيدين أيضًا، لكن إليكي نصائح مخصصة إليكي كيف تتعاملين مع ابنك المراهق العنيد.

في نظر الآباء كل المراهقين عنيدين إلا أن يثبت العكس، إلا أن وجهة النظر هذه غير صحيحة
المراهقين يحاولون فقط أن يثبتوا أنفسهم ووجهة نظر باعتبارهم ناضجين يكونون وجهة نظر عن العالم ويرون أنها صحيحة بالنسبة إليهم.

لكن إن كانت النصائح السابقة لا تجدي نفعًا يمكنك الاستعانة بالآتي:

كيف أتعامل مع ابني المراهق العنيد؟

  • عليكِ أولًا وضع القواعد الأساسية للسلوك فتوضيح قواعد التعامل مع المراهق لإن معظم المراهقين يتوقعون أنهم يستحقون درجة أكبر من الاستقلال
  • وعلى الآباء استيعاب ذلك وتفهمه، ولكن يجب أن تكون هناك قواعد واضحة لتعامل كل طرف مع الآخر مع شرحها وتوضيحها للمراهق.
  • لا تفقد الأمل وتحلي بالصبر وكرري القواعد، قد يكون الأمر محبطًا عندما يتجاهل المراهق القواعد
  • لكن لا تغضبي؛ كرر طلباتك بهدوء حتى يلتزم ابنك المراهق، ولا تخلطي بين كسله أو نسيانه مع العند والتمرد
  • فالكسل أو النسيان أمور واردة ويمكن معالجتها مع القليل من التذكير والتحفيز.
  • لا يجب عليكِ إغفال التحدث في الأمور الحساسة عندما يصبح صغيرك في سن المراهقة
  • فقد حان الوقت لمناقشة القضايا الصعبة مثل المخدرات والجنس، فلا تؤجلي هذه المحادثات لأنها محرجة
  • تشير الدراسات إلى أن المراهقين الذين ناقشوا الأمور الحساسة مع آبائهم هم أكثر عرضة لأن يكونوا مسؤولين في أنشطتهم.
  • عند يبدر منه سلوك سلبي أو خاطئ ، اسألي دائمًا عن سبب السلوك الخاطئ بدلًا من افتراض السبب
  • اطرحي أسئلة مثل “ما هي الأسباب التي دفعتك لفعل ذلك؟”
  • وقتها سيتعين على ابنك المراهق التفكير في الموقف وتبعاته، وقد ينتهي به الأمر إلى فهم خطأه دون الحاجة إلى شرح ذلك.
  • احرصي إن اضطررتي إلى أن تكون العقوبة قصيرة الأجل، يمكن أن تكون العقوبة المناسبة التي تستغرق عدة ساعات أو عدة أيام فعّالة للغاية
  • واحترسي من العقوبات الطويلة فإنها تزيد من عدوانيته وعناده.
  • كوني عقلانية واجعليه ينظر إلى العقوبة كرد معقول على انتهاكه للقواعد، احرصي أن يرى عقوبتك تعسفية وقاسية، ووضحي له سبب العقوبة بالضبط.
  • أخيرًا لا تترددي في طلب المساعدة والمشاروة، قد تكون المدرسة خيارًا ممتازًا للرجوع إليه
  • للمدرسة أفضلية في تهذيب السلوك لإنها تفرض نظامًا عامًا صارمًا مع مراعاة الفروق الفردية.

تعامل المدارس مع الطلاب فى مرحلة المراهقة

تملك المدرسة تأثيرًا عظيمًا على طلابها المراهقين، لذا فإن اختيار المدرسة يعد قرارًا فارقًا في تنشئة ابنك أو ابنتك المراهقة.
عليكِ الانتباه دائمًا إلى الدعم الأخلاقي والديني والتربوي في المدرسة وأنها تلتفت إلى حساسية هذه المرحلة العمرية.إقرأ المزيد عن اختيار المدرسة الأفضل هنا: أفضل مدارس الرياض للبنين والبنات – تعرف على أهم معايير الاختيار تسعى المدارس إلى نقل الطالب من مرحلة المراهقة المبكرة إلى المراهقة المتوسطة، فالمتأخرة الأكثر اعتدلًا لذا تتعامل المدرسة مع المراهقين باحترام شديد بإعتبارهم سيصبحون أفرادًا مشاركين في المجتمع قريبًا، عن طريق إتباع المدرسين أسلوب الحوار مع الطلاب المراهقين وإشعارهم بأنهم أصدقاء وقريبين لهم أكثر من كونهم مدرسين مسؤولين عنه.

تعتمد المدراس أيضًا على التركيز على النواحي والجوانب الإبداعية عند الطالب ذي المستوى الأكاديمي المتدني نسبيًا مع محاولة تطويره في كلا المجالين بالدعم اللازم.

يأتي الإكثار من الأنشطة الغير أكاديمية بنتائج جيدة جدًا تشجع الطالب على القدوم للمدرسة مثل عقد المباريات والمسابقات وخلق أجواء التنافس في المدرسة لأن هذه الاجواء تمكنهم من إبراز مواهبهم فيشعرون بالتميز بالإضافة إلى التنفيس عن طاقتهم المكبوتة.

توفر المدرسة أحيانًا مرشدًا مدرسيًا أو أكثر للتواصل مع الطلاب، وهذا الأمر يمكن أن يختصر الكثير من المشاكل خاصةً إذا استطاع أن يكون محل ثقة بالنسبة للطلاب ويمكنهم أن يبوحوا له بكل ما في خاطرهم عن الأمور العاطفية والتغيرات التي تحدث للجسد والكثير من الأمور التي قد يخجل المراهق من مصارحة والديه بها.