دخول أولياء الأمور
العربية

منذ اليوم الأول في حياة طفلك يبدأ عقلك في تجهيز أسلحته التربوية لإنشاء وتربية جيل واعٍ ومتزن. وقد يظن البعض أن عملية التربية تبدأ في سن متقدم مثل سن الثالثة على سبيل المثال، ولكن أثبتت الأبحاث والدراسات أن الأطفال تبدأ تعي ما حولها جيدًا وتمتص من صفاتنا منذ بلوغهم ٩٠ يومًا.

يبدأ طفلك في ملاحظة ما حوله من الألفاظ، والتصرفات بل أن الأطفال الرضع يتمكنوا من الشعور بطاقة ومشاعر الأم أو مقدم الرعاية الخاص به، فإن شعرت الأم بالإحباط ينعكس ذلك على الطفل وعلى صحته النفسية.

لذلك فإن تربية طفل سوي أمر في غاية الصعوبة، بل يتطلب أم وأب أسوياء أيضًا. وعلى الرغم من كون ذلك بديهيًا إلا إن معظم الآباء والأمهات واقعون في علاقة غير صحية مع أنفسهم، فلا يستطيعون مواجهة مشاكلهم، وعيوبهم، وجراح الطفولة الخاصة بهم، مما ينعكس لاحقًا على أطفالهم بشكل غير شعوري.

١- اصلحي ذاتك أولًا

لا يمكننا تربية أطفال أسوياء إن لم نكن نحن كذلك. يجب أن تتقبلي ذاتك أولًا حتى تتمكني من تقبل طفلك، كيف لكي أن تتفهمي شعوره وغضبه وتقلباته إن لم تكوني متفهمة لذاتك وضعفها، وتفاصيلها؟

فلتتصالحي معكي أولًا حتى تتمكني من فتح الأبواب النفسية والعاطفية الموصودة بينك وبين طفلك.

٢- التزمي بوعودك دائمًا

اللحظة التي سيشعر فيها طفلك أنكِ من النوع الذي يعد دون أن يفي هي اللحظة التي سيفقد طفلك الثقة بكِ للأبد. كما أن عدم الوفاء بعقاب ما أو وعيد ما فعلتيه كنتيجة لسلوك طفلك الخاطئ سيعكس له أنكِ ذو شخصية ضعيفة وأنه هو المتحكم بكِ وليس العكس.

٣- تقبلي الفوضى أحيانًا

طفلك يستكشف العالم ولا يمتلك المعرفة والصلابة النفسية الكافية لمواجهته. ليس كل عناد لطفلك هو تمرد، أحيانًا يكون انحراف سلوكي يمكنك احتواءه مثل متلازمة العناد الشارد على سبيل المثال.

٤- كوني مستمعة جيدة 

سماعك كيف سار يوم طفلك، وما هي شكواه، ويومياته مع أصدقائه يساعد في بناء طفل ذو شخصية قوية، طفل يشعر بالأمان والاحتواء ولديه ما يكفي من السعة النفسية التي تؤهله لمواجهة العالم و تؤهله لكونه شخص سوي.

٥- اتبعي طرق العقاب السليمة

الضرب و الإهانة ليسا الحل أبدًا! طرق العقاب الملتوية التي اعتدناها سابقًا لا تنشئ جيلًا سويًا و متوازنًا، بل تنشئ أطفال و شباب مشوهة نفسيًا، لديها ما يكفي من العبء النفسي لتصبح آفات اجتماعية تنتشر بيننا. ولكن عدم العقاب أيضًا ينشئ أطفال متعجرفة وعنيدة لا تحترم القوانين ولا تحترم من حولها، لذا ما الحل؟ يمكنك معرفة طرق متنوعة لعقاب طفلك دون إيذائه نفسيًا من هنا.

٦- لا تًشركي أطفالك في مشاكل البيت

سماع خلافاتك مع زوجك، ومعرفة المشاكل التي تواجهونها سواء كانت مشاكل تخص علاقتكما كزوجين أو مشاكل مادية تمرون بها سيسبب ضرر نفسي جسيم لأطفالك. ربما يتناسون تلك اللحظات لاحقًا عند الكبر ولكن آثارها لن تتلاشى من وجدانهم أبدًا. أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يشاهدون العنف حتى وإن كان غير مباشر ينشئون ليتحولوا إلى شباب عنيفين بدورهم، أما البعض الآخر فيصاب بهشاشة نفسية، واهتزاز عاطفي، وضعف الشخصية.

كما أن الأطفال التي تتربى في بيت غير مستقر عاطفيًا ومليء بالمشاكل بين الأم و الأب يفقدون الثقة في العلاقات العاطفية الصحية و يواجهون مشاكل في الدخول في العلاقات أو الحفاظ عليها.

٧- لا تشعري طفلك بأنه عبء عليكي

المسئولية أمر صعب، والتربية تأتي بوابل من الضغوطات المادية، والنفسية، والاجتماعية. فمثلًا تبدأ الأم في ملاحظة أن وقتها بالكامل موجه لطفلها خاصة في السنوات الخمس الأولى من حياته، مما يجعلها تشعر بأن فرديتها واستقلاليتها قد ذهبوا للأبد، سواء كانت ربة منزل أو أمرأة عاملة، تبدأ في ملاحظة أن وقتها لذتها يتلاشى وأن حياتها المهنية في خطر.

وعلى الجانب الآخر يبدأ الأب في الشعور أنه في سباق مع المال، أو بالأحرى توفيره. تتراكم على الأب المسئوليات المادية ويتوجب عليه توفير كافة احتياجات المنزل و الأطفال مما يجعله منهمك في العمل، بدلًا من قضاء الوقت مع العائلة.

وعلى الرغم من كل هذه الأعباء إلا أن اللحظات الفريدة مع العائلة تنسى الآباء و الامهات كل المشاكل والمعاناة، وأن كلما مر الوقت كلما احترف الوالدان الأمر واكتسبوا خبرة تجعلهم ممسكين بزمام الأمور أكثر.

لذلك فإن إشعار طفلك بأن وجوده يكسبكم الأعباء والمشاكل لن يفلح في أي شيء سوى أنه سيشعر بالدونية و بأنه حِمل ثقيل على ظهوركم.