دخول أولياء الأمور
العربية

مراحل النمو العقلي عند الأطفال

كثيرًا ما يتساءل أولياء الأمور عما إذا كان النمو العقلي لأطفالهم يسير بشكل منضبط وسليم، ويخلق هذا الإحساس لديهم مشاعر القلق والخوف والريبة إذا ما تأخر الطفل في نشاط حركي أو ذهني أو بصري.

سنحاول في هذا المقال أن نساعدك على فهم النمو العقلي للطفل، وخصائصه، وكيفية تطويره وما إذا كان يتدرج بشكل طبيعي.

مفهوم النمو العقلي عند الأطفال

المقصود بالنمو العقلي هو تطور وظائف الدماغ بالتدريج منذ لحظة الولادة حتى سن الخامسة عشر، وقد يمتد التعريف ليشمل أوقات أخرى في الحياة.

كما أن بعض العلماء يرجحون أن النمو العقلي قد يبدأ عند مراحل تكوين الجنين في الرحم أثناء الحمل.

ويشتمل النمو العقلي على عدة قدرات مثل اللغة، والإدراك، والحركة، والتخيل، وحل المشكلات، ومعدل الذكاء، والسلوك الانفعالي.

العوامل المؤثرة في النمو العقلي للأطفال

تتداخل عدة عوامل لكي تؤثر في نوع وسرعة وجودة النمو العقلي لطفلك وهي:

  • العوامل الوراثية والجينات.
  • التغذية السليمة بدءًا من فترة الحمل.
  • الدائرة المحيطة بالطفل وتشمل الوالدين والمدرسين والأصدقاء.
  • ما يشاهده الطفل ويسمعه ويقرأه ويتعلمه.
  • الاهتمام بصحة الطفل العقلية والبدنية.

مراحل النمو العقلي

تتدرج مراحل النمو بشكل طبيعي من البساطة إلى التعقيد وفقًا للتدرج في العُمر كالآتي:

الجنين: يشعر الجنين باللمس «الضغط» منذ الشهر الثاني داخل الرحم، ويبدأ الإحساس بالحركة من الشهر الرابع أو الخامس، وتزداد ليلًا.

الشهر الأول والثاني: يستطيع التمييز بين الظلام والنور، ويبدأ في اكتساب مهارات التذوق.

من الشهر الثالث وحتى السادس: يستكشف أطرافه ويحركها.

مع بداية الشهر السادس: يدرك أبعاد جسمه وتمييز الأصوات

بعد بلوغ عام: يبدأ الطفل في الكلام والحركة.

من عمر عامين إلى سبعة: تظهر وظائف الذاكرة والخيال والإبداع والتعرف على مفهوم الزمن، الماضي والحاضر والمستقبل.

من عًمر سبعة أعوام إلى إحدى عشر عامًا: ينضج الوعي بالأحداث الخارجية، وتنضج مهارات حل المشكلات والتخطيط وتحديد الأهداف المستقبلية

مرحلة المراهقة والبلوغ: يصل هنا النمو العقلي إلى ذروته، وتنضج مهارات الاطلاع، والذكاء الاجتماعي، والتواصل،

والتفكير المنهجي، والتكامل الحركي الجسماني.

خصائص النمو العقلي

بشكل عام، تنقسم خصائص النمو العقلي للطفل إلى أقسام رئيسية:

  • النمو الجسدي

ويشمل النمو السليم لأعضاء الجسم المختلفة وكذلك وظائفها مثل العضلات وحركة اليد والأٌقدام والمشي والركض ولعب الرياضة.

  • النمو العقلي

ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنمو الجسدي، حيث ترتبط الوظائف العقلية بالنمو الصحيح للجسد بما في ذلك الدماغ والمخ والدورة الدموية وسلامة الأعصاب، وأي خللي يحدث ما بين هذين العنصرين (النمو العقلي والجسدي) يحدث تأخر وظائف معينة وقصور عقلي أو وظيفي.

  • النمو اللغوي

يبدأ النمو اللغوي بالبكاء أولًا، ثم الصراخ بدون قدرة على الكلام، ثم تركيبات لغوية وهمهمة غير مفهومة، ثم كلمات بسيطة، ثم جمل بسيطة فمعقدة، ثم التنغيم والغناء والإلقاء، وتنقسم كالاتي:

  1. فهم كلام الآخرين.
  2. بناء المفردات.
  3. الجمع بين الكلمات في جملة.
  4. النطق.
  • النمو الانفعالي

النمو الانفعالي هو قدرة الطفل على التعبير عن أي مشاعر تعتريه سواء حزن، أو غضب، أو التوتر، أو القلق، وهكذا. يرتبط هذا العامل بالصحة النفسية للطفل، ومن الطبيعي أن تتسم انفعالات الطفل في السنين الأولى بالحدة والتغير السريع وتقلب المزاج حتى تتطور تدريجيًا لتصبح أكثر نضجًا وهدوءًا بعد بلوغ الثانية عشرة.

كيف تساعد الأسرة الطفل في نموه العقلي؟

  • التغذية السليمة الصحية واتباع إرشادات الأطعمة المناسبة لكل مرحلة سنية.
  • ممارسة الرياضة في سن صغير وتشجيع الأطفال المراهقين على ممارستها.
  • المتابعة مع طبيب متخصص في مراحل الطفولة المبكرة من أجل متابعة الحالة الصحية للمولود واكتشاف أي قصور عضوي أو نفسي مبكرًا والتعامل معه فورًا.
  • يجب أن يشعر الطفل بدفء الأسرة والحنان والاحتواء في كل المواقف والأوقات، مع تجنب العنف تمامًا!
  • تشجيع الطفل على أن يقول رأيه وأن يتفهم مبدأ الأخذ والعطاء.
  • الحديث مع الطفل بشكل مستمر والإنصات له بدون مقاطعة، ومشاركته بعض الأنشطة المحببة مثل الغناء والرقص والقراءة واللعب.
  • تجنب أن تجبر الطفل على أي شيء لا يريده، حاول أن تتحدث معه بتفهم.
  • اعط للطفل فرصة للاكتشاف لأن الحرص الزائد له أضرار نفسية هائلة.
  • تشجيع الطفل على حل بعض من مشكلاته بنفسه، لتعزيز الاعتماد على النفس والاستقلالية.
  • الاهتمام بتوفير الألعاب الذهنية والمسلية في نفس الوقت لكي تدعم النمو العقلي.
  • التواصل المستمر مع الروضة والمدرسة من أجل التنسيق ومتابعة تطور نمو الطفل، تعرف على الإجراءات التي تتبعها إدارة مدارس رواد الخليج العالمية لكي تساهم مع الأسرة في دعم النمو العقلي والنفسي للطفل.
  • متابعة تكوين الطفل لدائرة من الأصدقاء المتقاربين في السن والميول من أجل خلق أجواء إيجابية تساهم في تطوير نموه الاجتماعي.
  • استيعاب فكرة أن كل طفل متفرد بذاته وأن مراحل وجدول النمو قد تتباين لظروف ما، لا داعي للقلق، ولكن في حالة التأخير الشديد يمكنك مراجعة طبيب مختص.