دخول أولياء الأمور
العربية

كيف تكوني قدوة لأبنائك؟

الأطفال بمثابة رادار يلتقط كل ما حوله في هدوء، هم يترقبون لكل حركة وكل همسة يقوم بها الوالدين، ممتصين كل طباعهم، ونظراتهم، وأفعالهم الصغيرة قبل الكبيرة ليصبحوا إنعكاسًا لها فيما بعد. لذلك فإن في الوقت الذي ينشغل الآباء والأمهات بالبحث عن أفضل مدرسة، أو أسلوب التربية الأكثر تميزًا، وكيف تربي طفلًا مثقفًا، ينسون وقتها أنهم هم المرآة الأولى التي يقف أمامها الأبناء، وهم من يجب أن يهتموا بكيف يظهرون أمامهم أولًا قبل تعليمهم أي شيء آخر. أفضل طريقة يقدمها الوالدان هي أن يكونوا هم سفراء للأخلاق التي يريدون غرسها في أبنائهم، فبدلًا من إعطائهم محاضرة مطولة عن أهمية احترام الكبير، ببساطة شديدة عند رؤية الأبناء أن الوالدين يحترمان أبيهما وأمهما ببساطة يفعلون المثل معهم.

أهمية وجود قدوة للأطفال في العائلة

أثبتت الأبحاث أن الأطفال في سن الطفولة المبكرة يميلون إلى اتخاذ أكثر شخص يتعاملون معه كقدوة ويقلدونه بشكل يومي، لذلك فإن الأمر يقع على الأم بشكل كبير لكونها أكثر شخص يقضي وقتًا طويلًا مع أطفالها. وتعود الأهمية النفسية لوجود قدوة إلى شعور الأبناء بالألفة بوجود مصدر أمان لهم ما تكون في شخص. الأطفال في هذه المرحلة يتعرفون على الحياة لأول مرة ويرونها بعينكم أنتم كوالدين. يسيطر الخوف والترقب للعالم من حولهم عليهم لذلك فإن تقليد الأب والأم هو الأمر الأسهل من مواجهة الأمور وتجربة كافة الأشياء.

كيف أكون قدوة لأبنائي؟

يقع العبء السلوكي على عاتق الأباء والأمهات، فبعد أن كانت كل تصرفاتهم هي حرة إرادتهم قبل الرزق بالأطفال، أصبحت كل ردود أفعالهم مرصودة، وكل حركة يتم حسابها جيدًا عن ذي قبل. فمن قبل كانوا لا يؤثرون في جيل جديد، ولا يراقبون من أحد، أما الآن فهناك كائنات صغيرة متلهفة لمعرفة المزيد عن الوالدان والحذو حذوهم. لذلك فإن تلك النصائح تساعدكم كآباء على أن يصبحوا قدوة حسنة:

  • لا تكذبوا أمامهم أبدًا: حتى وإن كانت ما نسميه بالـ”كذبة البيضاء”، فعند الأطفال الكذب لا يحمل ألوانًا. في حالة ملاحظة طفلك لكذبك سيظن بدوره أن الأمر مسموح له أيضًا. ولا تظنوا أن الكذب يسري على التعامل مع أطفالكم فقط، الأطفال تلاحظ كل شيء، يمكنهم استشعار الأمر من خلال كذبكم على أصدقائكم بأنكم لستم في المنزل، أو لا تستطيعون رؤيتهم اليوم لسبب طارئ كاذب. الأطفال كائنات ذكية تدون كل شيء في عقلهم، لذا راعوا هذا في تعاملاتكم.
  • أوفوا بعهودكم دائما: اللحظة التي تخلفون وعودكم مع أبنائكم هي اللحظة التي تفقدوهم ثقتهم ليس بكم فقط بل بالعالم. قد تظنون أن تلك مبالغة ولكن في هذه المرحلة أنتم تشكلون العالم الخاص بأولادكم، فإن كان الأبطال الخارقين داخل هذا العالم يكذبون و يخلفون وعودهم فهذا يعني بنسبة لهم أن هذا عالم فاسد. بناء الثقة يستغرق الكثير من الوقت ولكن هدمها يتطلب فقط موقف واحد من الخذلان. حتى تضمنوا إيفاء وعودكم لأبنائكم، لا تقطعوا أبدًا وعود في لحظات الفرح والفخر بهم، ولا تقطعوا وعودًا صعبة التنفيذ سواء من حيث الماديات أو توفير الوقت اللازم.
  • كونوا ما تتمنوا أن يكون أولادكم: في حالة طموحكم لتنشئة أطفال متدينة وعلى خلق على عالي يجب أن يروا أنكم متدينين وعلى خلق عالِ أيضًا، فكيف أعبر لطفلى عن أهمية الصلاة والالتزام بها، واضع أسس الثواب والعقاب لهم، وأنا كأحد الوالدين لا أصلي؟ سيربك ذلك الطفل بشدة، وسيشعر بالتناقض، كما لن يخجل الطفل من سؤال أحد الأبوين في هذا الأمر بشكل مباشر. لذلك فإن أسهل وأأمن طريقة تضمن لنا رؤية صفة ما في أطفالنا هي أن نعكسها لهم من خلال ممارستها بشكل طبيعي.
  • تفننوا في إدارة الخلاف: على عكس السائد سابقًا عن فكرة تجنب شجار الأبوان أمام الأطفال، فإن في حالة كون الشجار عقلاني، ومن خلال مناقشة مهذبة، دون رفع الصوت عاليًا، أو التلفظ بألفاظ لا تليق بالأسرة، أو التعدي على بعضكم البعض بأي شكل من الأشكال فإن ذلك يعد تدريب رائع للأطفال على مهارات إدارة الخلاف. عندما يرى الطفل أن الخلاف شيء وارد لن يصاب بالهلع عند اختلافه مع أحد من أقرانه، وعند رؤيته بأن أهله قادرين على الأختلاف بحب فإن ذلك سيعزز المهارات الأسرية داخله. من المهم عند رؤية الطفل مظاهر الاختلاف أن يشهد ايضًا لحظات الصلح بين الأبوين، سيشعره ذلك بالطمأنينة وسيعرف أن الخلاف ليس نهاية المطاف بل طريقة إضافية لتقوية العلاقات.