دخول أولياء الأمور
العربية

طفلك عنيد وعصبي؟ تعرفي كيف تتعاملين معه

تربية الأطفال تتطلب مجهودًا كبيراً واهتمام ومثابرة وتواصل والكثير من الصبر والهدوء والسيطرة على الغضب لنمنحهم نشأة سليمة وصحية وتكوين علاقة سليمة بينك وبين طفلك، وهذا في ذاته ليس سهلاً! أما إذا تحول الأمر للتعامل مع طفل عنيد وصعب السلوك هنا يأتي التحدي! إليك بعض النصائح للتعامل مع طفلك العنيد وكيف تعدّل سلوكه للأفضل بطرق فعّالة.

في البداية تعرف على سمات السلوك العدواني؟

يميل السلوك العدواني عند الأطفال من عمر 3 سنوات وحتى المراهقة لجعلهم أكثر عصبية وانفعالاً خاصة إذا لم ينفذ ما يريدونه، كما يصبحهم غضبهم أكثر حدة، وتصبح العلاقة بينهم وبين أهلهم علاقة عداوة وليست علاقة أبوين بابنهم، كما يميل الطفل للعنف والتعبير عن غضبه بالضرب لأخوته وفي بعض الحالات بضرب نفسه، يبدأ الطفل في الانعزال والميل لمشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو، لا يعرف التعامل مع الرفض ولا يتقبل كلمة (لا)، يدافع عن نفسه باستمرار ولا يهتم بما يقوله الآخرين فهو يشعر دائما بالاضطهاد والرفض.

ولمعالجة هذه السمات عليك تحديد أسبابها

عادة ما يتصرف الأطفال بهذه السلوكيات للتعبير عن مشكلة ما يواجهونها، مثل الغيرة من المولود الجديد، أو التفرقة بين الأخوة، أو تغيير روتين الحياة كالانتقال لمدينة جديدة أو مدرسة جديدة، أو التعرض للتنمر في المدرسة، أو رد فعل على سلوك عدواني من الأب أو الأم مثل الضرب أو التعنيف أو الإهانة، أو شعور سيئ بداخلهم يجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة مثل الخوف، القلق، وفقدان الثقة بالنفس أو الإحساس بالظلم.

تأثير سلوك الطفل العدواني لا يضر فقط الطفل نفسه بل يؤثر سلبًا على الأسرة بأكملها، حيث يصبح الجو العام بالمنزل مشحونًا ومليئاً بالمشاجرات والصراخ والبكاء والتوتر والغضب، ويضفي جوًا من الكآبة ويمنع الأسرة من الاستمتاع بأوقاتهم ويعيق الأم عن تأدية المهام المنزلية بسبب شدة الغضب والانزعاج.

أما إذا تم التعامل مع هذا السلوك بالضرب والعقاب والحبس والتعنيف فعليك أن تعلم أن هذه الأساليب لن تعدّل من سلوك طفلك بل على العكس ستزيد الأمر تعقيدًا وتجعله يكبر بمشاكل نفسية تؤثر على قدرته على التعايش والتعامل مع المجتمع.

إليك الحلول…

التواصل

تتغير أحاولنا للأفضل حين نتواصل مع الأهل أو الأصدقاء ونخبرهم عما نشعر به أو المشاكل التي تواجهنا، كذلك أطفالنا يحتاجون للتواصل معنا في مساحة آمنة ومريحة دون الخوف من اللوم وإلقاء الأحكام، لأن المشاعر المكبوتة هي أول مسبب للغضب والرفض فعليك أن تعطي ابنك المجال ليحكي لك ويتسامر ويشعر بالاهتمام والحب يوميًا وأنك ملجأه الآمن الذي يستطيع اللجوء إليه في أوقات الحزن والضعف والقلق دون أن تخذله أو تصده.

الاحتواء

أطفالنا يشعرون بكل ما حولهم، تلمسهم الكلمات فتزيدهم فرحًا أو حزنًا، ولا يملكون السيطرة أو التحكم بمشاعرهم لذا عليك احتواء طفلك ومعالجتها، وشرحها له ليتمكن من التعامل معها بشكل سليم وغير عدواني.

تصحيح المفاهيم

تكوّن بعض المعتقدات الراسخة داخل عقل الطفل تجعله يتصرف بعدوانية وغصب، مثل اعتقاده بأن أهله لا يحبونه مثل أخوته، أو أنه غير مميز بالشكل الكافي، لذا عليك العمل على تصحيح هذه المعتقدات بتجنب التفرقة بين الأخوة خاصة المولود الجديد وبكلمات تشجيعية تزيد من إحساسه بنفسه وبأهميته.

مساعدته لتفريغ الغضب

من الأسباب الرئيسية للسلوك العدواني إحساس الطفل الدفين بالغضب بسبب مواقف متراكمة، ساعده على تجاوز هذا الغضب عن طريق ممارسة رياضة فيها حركة وتفاعل مثل رياضة الكيك بوكسينج مع مدرب مختص أو رياضة العدو أو الرقص أو تعلم الفنون التعبيرية مثل الموسيقى أو الرسم أو الكتابة؛ بالإضافة إلى التدرب على التأمل وتمارين التنفس التي تساعده على التركيز.

التواصل الجسدي

لا تخجل من احتضان طفلك وتقديم اللمسات الحانية له خاصة وقت الغضب، فحين تعانقه وتربت عليه في أوجة غضبه وانفعاله يزيد إحساسه بالأمان ويهدأ غضبه، كما يصفو تجاهك ويكون أكثر استعداداً لاستيعاب نصائحك أو عتابك.

شجّع سلوكيات إيجابية جديدة

تجنب التعامل بالمقايضة واستراتيجيات الحرمان، بل اعمل على تسليط الضوء على السلوكيات الإيجابية وتشجيعه، ومكافآته عليها بالأشياء التي يحب مثل وجبته المفضلة أو قضاء يوم في مكانٍ يحبه.

انتبه لردود أفعالك

انتبه لرد فعلك أثناء التعامل مع المشكلات، إذا كنت دائم الانفعال بشكل مبالغ فيه، والصراخ، والضرب مع الوقت سيعتاد طفلك هذه التصرفات ولن تصبح مؤثرة أو رادعة لسوكياته السيئة بل على العكس ستصبح دافعًا له للتعامل بنفس الطريقة. ففي حالة أخطأ عليك أن تتحلى بالهدوء وتجنب رفع الصوت، واللجوء لحل المشكلة بالعقاب المناسب في وقتها دون تأجيل لكن بشكل يستوعبه الطفل ولا يشعر بالاضطهاد تجاهه، وإنما عقاب يجعله يستوعب حجم خطأه ليتجنبه.

راقب تصرفاتك

الأطفال مرآة لآبائهم وأمهاتهم فإذا كنت تتصرف بسلوكيات سيئة وعصبية وصوت عالٍ أو حتى ألفظ نابية مع شريك حياتك أو في عملك أو مع أفراد أسرتك، تأكد أن طفلك سيطبق هذه السلوكيات ويمارسها، ويتعامل معك بنفس الطريقة. لذا تجنب إظهار هذه العادات أمام أبنائك وكن حذرًا لأن الأفعال أقوى دائمًا من الكلمة.

اخلق قواعد وأسس تتبعها العائلة

اكتب قائمة قصيرة بالقواعد والسلوكيات المهمة وراجعها مع طفلك وخذ الموافقة منه عليها. واحرص على أن تتضمن هذه القواعد السيطرة على السلوكيات السلبية التي يمارسها طفلك، بالإضافة إلى قواعد السلامة والصحة وكيفية التعامل مع الآخرين.

ولا تضع عددًا كبيرًا من القواعد فكلما قل عدد القواعد، قلة إمكانية مخالفاتها الذي قد تضطر إلى التعامل معها. وتعمل هذه القائمة على حصر السلوكيات السيئة وزيادة السلوكيات الإيجابية.

اطلب المساعدة

قد يكون السبب في سلوك طفلك الحاد أسباب مرضية نفسية مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو التوحد، وربما يكون بسبب صدمة نفسية تعرض لها، وفي كل الأحوال طلب المساعدة واستشارة طبيب نفسي مختص سيساعدك في تعديل السلوك بشكل أكثر فعالية وأمان.

وفي النهاية تذكر، لا يوجد سلوك مثالي للأطفال! كل الأطفال يحتاجون للتقويم والمساعدة والتأديب حتى لذا عليك التحلي بالصبر وتقديم المحبة والتعاطف لطفلك في كل الأحيان.