دخول أولياء الأمور
العربية

تعرفي على معايير اختيار المدرسة الأنسب لطفلك

واحد من القرارات التي يتخذها أولياء الأمور وتتحكم في مصير أبنائهم بالكامل هو قرار اختيار المدرسة الأنسب لطفلك، حيث يقع الآباء في حيرة بين مسارات تعليمية مختلفة، ومدارس أهلية وعالمية، وميزانية مخصصة للتعليم، وأسلوب الحياة الذي يريدون منحه لأبنائهم. ونظرًا لكونه قرار صعب فإن التسرع في اخذه سينتج عنه مشاكل كثيرة سترافق الطفل مدى الحياة. لذا فإن التروي في هذا القرار وإشراك أسرتك به أمر مهم، كما أن وضع أولوياتك العلمية والتربوية في عين الاعتبار يساعد على نجاحك في تحديد السنوات الأهم في حياة أبنائك، أما في حالة فشلك في هذا القرار، فمن أهم الأشياء التي يترتب عليها الأمور في حالة اختيارك المدرسة الخاطئة هي:

  • سوء التحصيل الدراسي لطفلك: سيقع طفلك في دائرة من سوء التحصيل الدراسي محاولًا لنيل علامات مرتفعة في حين أن الطريق الخاطئ الذي وضع به يضعه تحت ضغوطات علمية لا يتحملها.
  • صعوبة التماشي مع المسار: في حالة اختيارك المسار الخاطئ لطفلك فإنه سيواجه صعوبات كثيرة في التماشي مع أقرانه من التلاميذ وتحقيق نتائج علمية بنفس مستواهم.
  • المشاكل النفسية والصحية: سيشعر طفلك أنه على أعتاب خوض نوبة اكتئاب نظرًا لعدم وجود أي إنجاز أو حافز له على التحصيل العلمي والشعور بالنجاح الشخصي، بينما يشاهد أقرانه يتقدمون في دراستهم، مما سينعكس لاحقًا على صحته الجسدية وستجدين أنه يشعر دائمًا بالشرود والإرهاق الذهني والجسدي.
  • عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة: سوف يصبح أكثر وقت يكره في اليوم هو الاستيقاظ صباحًا والاستعداد للذهاب إلى المدرسة، فبدلًا من أن يكون هذا بداية ليوم جديد فهو في نظر طفلك يوم آخر في الطريق الخاطئ عليه أن يتعامل معه.
  • الفشل في الدراسة الجامعية أيضًا: أو أسوأ إذا بدأ طفلك رحلته العلمية بشكل خاطئ سيظن أن الدراسية ليست الخيار الأفضل له، لذلك يشكك كثيرًا في قرار إذا كان يريد إكمال دراسته العليا أم لا، وفي حالة دخوله الجامعة مجبرًا فإن النتيجة ستكون مشابهة لتجربته المدرسية، فما بدأ بشكل غير صحيح على الأغلب سيستمر بنفس الطريقة.

حتى تتجنبين كل النواتج السلبية المذكورة أعلاه وحتى تضمني مستقبل أفضل لأبنائك وحياة علمية متألقة عليكي أن تهتمي أولًا باختيار المدرسة الأنسب لهم، لذلك فإن الخطوات التالية تضمن لكي الوقوع على الاختيار الأفضل لهم وميولهم وقدراتهم الذهنية.

  • نوع المدرسة: أهلية، أم عالمية، أم تربية خاصة؟ سؤال إجابته صعبة ولكن بدراسة أهدافك التعليمية لأبنائك ستجد أن الإجابة في غاية السهولة، فيمكنك زيارة أكثر من مدرسة في كل نوع لتتعرفي أكثر عن المنهج الدراسي وتفاصيله، مدى اهتمام المدرسة بالشِق الإسلامي، ومدى تداخل الأنشطة الرياضية والمدرسة في يوم طفلك. وعليه ستتمكنين من أخذ قرار مناسب لقدرة طفلك الذهنية ومهاراته.
  • تحديد النظام أو المسار الخاص بطفلك: عليكي دراسة المسارات المختلفة والأنظمة المختلفة للمناهج حتى تتمكني من تحديد الأنسب لطفلك والأنسب لاحتياجاته الجامعية لاحقًا، فإذا اخترتي نوع المدارس العالمية ستكون الخطوة التالية المفاضلة بين النظام الأمريكي والبريطاني فعلى سبيل المثال عدد سنوات الدراسة تختلف فيما بينهم وطرق الاختبارات وحتى طريقة المذاكرة.
  • رسوم دراسية مناسبة لميزانيتك: يجب مراعاة أن الحياة المدرسية لطفلك ستكلفك الكثير من المال و الجهد، لذلك فإن مراعاة اختيار نوع مدرسة مناسب لقدراتك المادية من الأمور المهمة جدًا ففي حالة ظنك أن اختيار مدرسة أعلى من المستوى المادي الخاص بكي أمر عادي وأنكم كأولياء أمور ستتمكنون من تحقيق هذا المستوى لأبنائكم، فإن هذا قرار خاطئ، لأن نوع المدرسة ورسومها ليسوا فقط المصاريف الخاصة بالدراسة، بل اختيارك لطريق أبنائكم التعليمي ينتج عنه أسلوب الحياة الذي ينتظر أطفالكم من هيئة وملبس ومستوى اجتماعي.
  • موقع المدرسة قريب من المنزل: اختيار موقع قريب من المنزل هو واحد من أهم مميزات الوقوع على المدرسة المناسبة ففي حالة كون المدرسة تناسب تفكير ومستقبل أطفالك، فإن عدم ضياع الوقت في المواصلات وإهدار التكاليف سينتج عنه الكثير من الإنجازات مع أبنائك. ففي حالة كون المدرسة تبعد الكثير عن المنزل فإن أطفالك سيعودون إلى المنزل في غاية الإرهاق وغير مستعدين لبدء واجباتهم المدرسية.
  • ضمان خيارات غذائية سليمة: من أهم العوامل التي يجب عليكي اختيار مدرسة أبنائك على أساسها هي مدى اهتمام المدرسة بالتغذية السليمة وفوائدها. المدرسة هي ثاني مكان يؤسس طفلك عذائيًا لذا اختيار مدرسة تهتم بالعناصر الغذائية الأساسية وتواجد إفطار صحي مليء بالمعادن، والفيتامينات، والتأكد من خلوها من الأصبغة، والملونات، والمواد الحافظة أمر مهم.
  • تفقد الكادر التعليمي بالمدرسة: واحدة من النقاط التي يغفلها الآباء والأمهات عند اتخاذ قرار البحث عن المدرسة الأنسب هو عدم الالتفاف لفكرة اختيار الكوادر التدريسية والتعرف عليها بالمدرسة. المعلم والمعلمة هما أهم من سيؤسس أبنائك دراسيًا و أخلاقيًا أيضًا، لذا الجلوس مع بعض المعلمين والتحدث معهم وسماع خطتهم التربوية والتعليمية سيحدد الكثير لديكي، بل ويساعدك على اتخاذ هذا القرار بسهولة شديدة.
  • تفقدي عيادة المدرسة: يغفل أيضًا بعد الآباء والأمهات عن مدى أهمية جاهزية العيادة المدرسية بكل ما يحتاجه أبنائكم في حالات الطوارئ. فإن الأجهزة والأدوات الطبية اللازمة لإسعاف طفلك من الأساسيات التي يجب عليك تفقدها عند قيامك بزيارة المدارس المختلفة.
  • النظافة العامة للمكان: عليكي التأكد من أن المدرسة نظيفة وتهتم بنظافة أبنائها أيضًا، فزرع هذا السلوك في أبنائك من الصغر أمر صعب للغاية، ولكن إذا وجد أطفالك أن المدرسة دائمًا ما تحثهم على غسل اليدين، واتباع إجراءات النظافة التعقييم باستمرار يتعلمون الكثير عن الأمر دون عناء. أيضًا يجب على المدرسة أن تهتم بتعليمهم مبادئ النظافة الشخصية للتأكيد على ما تعلموه في المنزل.
  • استشيري طفلك في كل خطوة: قد تبدو هذه النقطة غريبة للبعض، ورغم أن ابنائنا لا يزالون في مرحلة عمرية لا تسمح لهم باتخاذ القرارات، ولكن الاستماع إلى أحلامهم، ورغباتهم، وتفضيلاتهم الشخصية ليس أمرًا يمكن تجاهله، بل وإن سؤالهم عن أي من المدارس التي قمتم بزيارتها سويًا شعر بها بالارتياح النفسي و أحب مدرسيها أمر مهم للغاية. استمعي لصوت عقل طفلك، و ناقشيه كما لو كان بالغًا، اعرفي أسباب تفضيله مدرسة عن الأخرى و أسباب نفوره من البعض.

في نهاية الأمر تذكري دائمًا أن الراحة النفسية لأولادك أهم من الدراسة الصارمة، وأن المناهج المزدحمة لا تضمن لكي أبناء مثقفين، ولا ساعات الدراسة الكبيرة تضمن معرفتهم للعالم. وأن الأنشطة الفنية والرياضية بنفس قدر أهم المادة العلمية بل أنهم يكملون بعضهم البعض بشكل كبير. وأن الأهم من الرسوم الدراسية للمدرسة هو ماذا تضيف تلك المدرسة لأبنائك؟ هل البيئة و المجتمع الخاص بها ينشئ أولاد وبنات محترمة، ومثقفة، وعلى قدر كبير من العلم والرقي، أم أنها تهتم بالتحصيل الدراسي فقط دون النظر إلى الاستفادة الكيفية لأبنائك داخل جدرانها؟

أسئلة كثيرة عليها أن تدور في ذهنك قبل اتخاذ قرار مهم مثل اختيار المدرسة الأنسب لأبنائك، واستشارتهم في رحلتهم أمر لابد منه، والتشاور مع زوجك في كافة الخطوات ضرورة ملحة ستساعد على فتح أفق و طرح أسئلة جديدة في ذهنك، لذلك فإن الرحلة الدراسية ليست رحلة الفرد الواحد بل هي مشوار تجاه قرار مصيري يجب أن تتخذوه سويًا حتى تضمنوا نتيجة مرضية لجميع الأطراف، سواء كان من النواحي المادية ومدى مناسبة رسوم المدرسة لمستوى الآباء المادي، أو من النواحي العلمية وهل ستتمكنين من المتابعة والمذاكرة لأطفالك أم لا؟ أو من ناحية المجتمع الذي تضعين به أبنائك، والصُحبة التي ستؤثر عليه حتمًا سواء بالسلب أو الإيجاب.