دخول أولياء الأمور
العربية

تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التعليم

يحتل الذكاء الاصطناعي اهتمام العديد من المجالات في ظل التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم في كافة الصناعات والخدمات، حيث تؤدي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مهام عديدة تساعد على تحسين إنتاجية المؤسسات وزيادة جودة أدائها من خلال تأدية المهام التي كانت تتطلب العمالة البشرية سابقًا، ويتميز مجال الذكاء الاصطناعي بالقدرة الفائقة على قراءة البيانات وفهمها بشكل أسرع وأذكى من القدرة الإنسانية مما يجعل إنجاز المهام الوظيفية أسهل وأدق. 

ومن هنا تأتي أهمية دمج الذكاء الاصطناعي بالتعليم لتطوير المؤسسات التعليمية في المملكة والمنطقة العربية بشكل عام، حيث أثبتت مهارات الذكاء الاصطناعي فاعليتها وقدرتها على تطوير المنظومة التعليمية وجعلها منظومة متكاملة ومواكبة للتطور المستمر في العالم وتحقيق رؤية المملكة 2030 في التعليم 

ما هو الذكاء الاصطناعي؟ 

يتمثل الذكاء الاصطناعي بشكل عام في مجالات علوم الكمبيوتر ومعالجة سلوك الأجهزة الإلكترونية ومحاكات ذكائها وقدراتها لحل المشكلات باستخدام العديد من العمليات والابتكارات التقنية 

يتمتع الذكاء الاصطناعي بمميزات عديدة قادرة على إثراء وتنمية التعلم في المجالات المختلفة مثل عناصر برنامج STEAM والتي تشمل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، ويزيد تميزه عن القدرات البشرية هو إمكانية دمج التعلم عن طريق الذكاء الاصنطاعي بجمع كافة التفاصيل وأدقها في مختلف التخصصات والتقنيات. 

أهمية دمج التعليم بالذكاء الاصطناعي: 

دمج الذكاء الاصطناعي بالتعليم يجعلنا قادرين على مواجهة مختلف التحديات في مجال التعليم في المستقبل، ويمكننا من ابتكار ممارسات فعّالة في تعليم الأجيال وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 

ويساعد تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم على تنمية وتعزيز الكوادر البشرية لتحقيق إنجازات لا حصر لها حين يتعاون العقل البشري العقبري مع قدرات الآلة الذكية والسريعة في الحياة والتعلم والعمل 

 كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في التعليم داخل الفصل الدراسي 

لقد نشأت أجيالًا كاملة من الأطفال في عالم رقمي مليء بالذكاء الاصطناعي في مختلف جنبات حياتهم، تأقلموا عليه واعتمدوا على ما يقدمه من خدمات متعددة تجعل حياتهم أسهل شيئًا في شيئًا، بداية من Siri أو مساعد جوجل ذاهبًا إلى تطبيقات عديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي تلبي كافة احتياجاتهم من الدراسة والتعليم، للرعاية الصحية للترفيه والتواصل 

 وتمّكن الذكاء الاصطناعي من تحسين التجربة التعليمية بطرق عديدة منها 

الحد من ظاهرة التسرب المدرسي 

بناء نظام محدد لزيادة الالتزام الدراسي الطلاب  

يقوم الذكاء الاصطناعي بفحص آداء كل طالب والتنبيه مبكرًا عن تراجع مستوى الطالب ونقاط الضعف التي ينبغي تحسينها مما يساعد المدرسين والإداريين بالمدرسة على التدخل ودعم الطلاب قبل أن يتراجع مستواهم أكثر 

ويقيس الذكاء الاصطناعي معدل آداء الطالب وفقًا لعلاماته في الاختبارات والواجبات المنزلية والحضور أو الغياب المتكرر، ومشاركته في الأنشطة اللاصفية من عدمه.  

تجربة التعلم الفردي 

لا يتشابه طريقة فهم طالب بطالب آخر، فنحن مختلفون في طرق الاستيعاب التي نفهم بها المعلومات التي نستقبلها؛ بعضنا يعتمد على تلقي المعلومة المصورة بصريًا، وبعضنا يستوعب بشكل أفضل من خلال التطبيق العملي، والبعض الآخر يعتمد على طرح الأسئلة، وغيرها من تفضيلات التعلم.  

لذا فإنه أمر محوري لدعم التعلم الفردي لكل طالب خلال تجربته التعليمية، وهنا يأتي نفع الذكاء الاصطناع الذي يجعل تجربة التعلم مخصصة لكل طالب، فمثلًا تتشكل تقنيات الذكاء الاصطناعي بالمحتوى الذي يتناسب مع مستوى كل طالب إلى جانب توفير المساعدات والإرشادات والملاحظات طوال فترة التعلم.  

اختبارات تحديد المستوى:  

 يتميز تطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم بتنفيذ نظام تقييم المستوى، والتي تتمثل في عدد من الاختبارات على شكل أنشطة تفاعلية يقيم من خلالها الذكاء الاصطناعي مستوى الطالب. تتميز هذه الاختبارات بدقتها في تحديد مدى فهم الطالب للدرس حيث يقوم بحلها دون استعداد أو الشعور بتوتر الاختبارات وقلق المقارنة بينه وبين زملاؤه، تقييمات الذكاء الاصطناعي مصممة لكل طالب حسب معاييره الخاصة مما يساعد في خلق بيئة تعلم مريحة وسلسة 

تواصل بدون عوائق: 

يجعل الذكاء الصناعي تجربة التعلم أكثر شمولية واعتبارًا للفئات المختلفة من المجتمع مثل الطلاب الغير ناطقين باللغة العربية، والطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم أو ضعف في النظر أو السمع، مما يمنحهم العديد من الفرص للتواصل بشكل أفضل وتحقيق إنجازات متعددة خلال المراحل الدراسية المختلفة 

ماهو مستقبل التعلم مع الذكاء الاصطناعي:  

في عام 2020 وحتى الآن شهد عالمنا تغيرات عديدة في شكل العملية التعليمية، ابتداءًا من الكتب الالكترونية اللوحية، والدراسة عن بعد وتقنيات التعليم المتطورة يومًا بعد يوم بمساهمة الذكاء الصناعي. 

لا ينتهي تأثير الذكاء الاصطناعي على الطلاب فقط بل يساهم أيضًا في تسهيل حياة المعلمين من خلال إنجاز الأعمال الإدارية التي غالبًا ما تتطلب جزءًا كبيرًا من الوقت والمجهود ولا تتطلب الإبداع أو التفكير مثل تنظيم الأوراق والرد على الأسئلة الشائعة. حيث أثبت الدراسات الحديثة أن المعلم يقضي 31% من وقته في القيام بالأعمال الإدارية إلى جانب تحضير الدروس وتصحيح علامات الطلاب 

استعمال الذكاء الصناعي سيساعدهم في صب 100% من تركيزهم في مهام التواصل مع الطلاب وتحضير مادة تعليمية متوافقة مع عقليات الطلاب دون الانشغال بالأعمال الإدارية الروتينية.  

كما تحسن تقنيات الذكاء الاصطناعي من انصات الطلاب وتركيزهم خلال شرح المواد، والتأكد من استيعابهم الكامل للمادة الدراسية حيث تعمل التقنيات الذكية كمكمل لدور المعلم الخبير في مجاله من خلال تقديم الحصص التقوية الافتراضية لتحسين مستوى الطلاب وتنمية مهاراتهم المختلفة 

يحتاج الطلاب إلى الدعم خارج الصف الدراسي، بعد تعلّم المباشر من خلال المعلمين بالصف يحتاج الطالب لاستذكار هذه المعلومات بالاعتماد على الأهل أو المعلمين، مما يضيق من وقت جميع الأطراف ويقلل من جودة استذكار المعلومات وتحقيق النتائج المطلوبة. لكن مع توفّر المعلم الذكي (المعلم الافتراضي) الذي يتميز بقدرته على تحديد مستوى الطالب وذكاؤه وبالتالي بناء كيفية شرح المادة التعليمية بما يقدم القدر المطلوب من المساعدة بالأساليب المناسبة مع كل طالب.  

ليس هذا فحسب بل إن الذكاء الاصطناعي له دور فعّال في حل مشكلة قلة الكوادر التعليمية المؤهلة وسد الفجوة بين ندرة المعلمين المتمكنين في بعض المجالات وبين ما يحتاجه الطلاب.  

لكل شيء إيجابياته وسلبياته، ولكن تطوير الذكاء الاصطناعي اختراع عظيم استطاع الإنسان أن يطورها لتتمكن من تأدية المهام الصعبة والمعقدة على أكمل وجه وبأعلى جودة ودقة بينما تفسح المجال للتركيز في بناء وتطوير مجالات أخرى تجعل من حياتنا وحياة أولادنا أفضل.  

والجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم تقنية المعلومات. وهو إمكانية جعل الآلات الإلكترونية تفكر مثل البشر بل بشكل أفضل، بما يحاكي القدرات العقلية للبشر وكيفية عملها