مقدمة عن صحة الأطفال
من أهم عوامل لصحة الطفل الجيدة هي العوامل الغذائية، ألا إنه لا يمكن التغاضي عن العوامل الأخرى التي تضع ابنك في حالة صحية جيدة، كالعوامل الصحية والنفسية والعاطفية والاجتماعية والسلوكية والتعليمية بداية من لحظة ولادته حتي بلوغه لسن الرشد. اثبتت العديد من الدراسات أن صحة الطفل تبدأ من ما قبل الولادة وينبغي تقديم الغذاء المناسب له حسب المرحلة العمرية، بداية من الحمل والرضاعة الطبيعية حتي إتمامه الشهر السادس وإدخال الأطعمة الصلبة له, ثم تغذيته بعد ذلك وإمداده بكافة العناصر الغذائية التي تضمن له احتياجاته الأساسية من الطعام.
أسباب السمنة عند الأطفال
منذ انتشار المأكولات السريعة المليئة بالسعرات الحرارية بدأ انتشار السمنة، من ما أثار قلق أغلب الأطباء والباحثين في علم الصحة البدنية، حيث أنهم أجرو العديد من الدراسات لفهم نمط الغذاء الذي يسبب مرض السمنة. وتم إثبات أن المأكولات السريعة تحتوي على مواد غذائية تسبب إدمان الأكل مثل شراب الذرة عالي الفركتوز والدهون والسكريات الأخرى والكربوهيدرات المكررة والصوديوم، ويوجد العديد من العوامل الاخرى التي قد تؤثر في صحة الطفل سواء بالسلب أو بالإيجاب ومنها العوامل الوراثية, والعوامل البيئية, والعوامل المناعية، والتي يختلف التعامل معها على حسب حالة الطفل ومايمر به.تعتبر السِمنة في مرحلة الطفولة من الحالات الطبية الخطيرة التي يصاب بها الأطفال والمراهقون أيضا فهي بالتحديد مقلقة لأن الوزن الزائد يضع الأطفال عادةً على بداية طريق المشكلات الصحية التي كانت تُعد فيما سبق مشكلات خاصة بالبالغين، مثل السكري ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول. كما يمكن أن تؤدي السِمنة في مرحلة الطفولة إلى عدم تقدير الذات والاكتئاب.
أعراض السمنة عند الأطفال
يحمل الأطفال كميات مختلفة من دهون الجسم في مراحل النمو المختلفة أي أن ليس كل الاطفال الذين يعانون من كيلوهات زائدة يعانون من زيادة الوزن فبعضهم لديهم إطارات جسم أكبر من المتوسط. فمؤشر كتلة الجسم (BMI)، الذي يوفر إرشادات للوزن بالنسبة للطول، هو المقياس المقبول لزيادة الوزن والسمنة.
أشار الدكتور سامح النادي، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، إلى العلامات التي تشير إلى إصابة الطفل بالسمنة، وهي:
- وزن الطفل أكبر من الطبيعي.. الوزن الطبيعي من 2.5: 3.5 كيلو جرام.
- زيادة وزن الطفل كل شهر أكبر من الطبيعي.. الطفل يزيد 450 جم شهريا في أول 4 شهور، و500 جم ثاني 4 شهور، و250 جم في ثالث 4 شهور.
- وزن الطفل أكبر من الطبيعي ويتم قياس الوزن بالكيلو وقسمته على مربع الطول بالمتر، فإذا كان المعدل أعلى من 25: 30 يعني وزن زائد، أما إذا كان أكثر من 30:35 تعني الإصابة بالسمنة.
بعض أسباب إصابة الطفل بالسمنة
- زيادة عدد جرعات الرضاعة الطبيعية.
- نقص هرمون السيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية.
- الإفراط في تناول الحلويات.
- الإفراط في تناول النشويات.
- الاعتماد على الوجبات الجاهزة.
- وجود جينات وراثية.
- قلة الحركة والبقاء لفترات طويلة على الشاشات.
- عدم ممارسة الرياضة.
متي تصبح السمنة مقلقة على الطفل
في حال وجود العلامات المذكورة أعلاه عند الطفل بجب خضوعه لهذه الفحوصات:
- عمل تحاليل الغدة الدرقية.
- عمل تحاليل للجينات الوراثية.
- متابعة وزن الطفل باستمرار على منحنى النمو.
هناك عدة عوامل غالبًا ما تعمل معًا وتزيد من خطر زيادة الوزن لدى طفلك:
النظام الغذائي: تشير أدلة كثيرة إلى المشروبات السكرية، بما في ذلك عصائر الفاكهة والمشروبات الرياضية، كمسبِّبات للسمنة لدى بعض الأشخاص. تناوُل الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية بانتظام، مثل الوجبات السريعة والمخبوزات والوجبات الخفيفة الجاهزة، تؤثر تأثير مباشر في زيادة وزن طفلك.
قلة ممارسة التمارين الرياضية: يساهم الخمول و عدم حرق السعرات الحرارية و مشاهدة التلفاز ” هذا بالإضافة إلى أن البرامج التلفزيونية غالبًا ما تتضمن إعلانات عن الأطعمة غير الصحية” في مرض السمنة.
العوامل العائلية: إذا كان طفلك من عائلة يتسم أفرادها بزيادة الوزن، فقد يزداد وزنه. خاصة إذا كانت البيئة المنزلية الذي ينشأ فيها الطفل تتوافر بالاطعمة عالية السعرات، و الوجبات الغير منظمة و عدم الإهتمام بالرياضة و الحركة من الأسرة يؤثر على اهتمامه بالصحة و اهميتها.
العوامل النفسية: قد يزيد التوتر الشخصي والأسري حيث يتناول بعض الأطفال الطعام بشكل مفرط للتغلب على المشكلات أو لمعالجة بعض المشاعر مثل التوتر أو محاربة الملل.
تناوُل أدوية معينة: يمكن أن تزيد بعض الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية من خطر الإصابة بالسمنة. تشمل هذه الأدوية البريدنيزون، والليثيوم، والأميتريبتيلين، وباروكستين (Paxil)، وغابابينتين (Neurontin، وGralise، وHorizant)، وبروبرانولول (Inderal، وHemangeol).
علاج السمنة عند الأطفال:
لعلاج السمنة عند الأطفال، إليكم مجموعة من الإرشادات التي تساعد الطفل على فقدان الوزن، وأهمها:
- اتباع الرضاعة الطبيعية أول 4 شهور وتنظيمها.
- قياس نسبة هرمون الغدة الدرقية بشكل دوري للتعرف على معدل الحرق في الجسم.
- عدم تناول الطعام أمام شاشات التليفزيون أو أجهزة الهواتف المحمولة.
- الحرص على إعطاء الطفل الأطعمة الغنية بالبروتين.
- الابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة المقلية تماما، والاعتماد على المشوية والمسلوقة.
- الابتعاد عن المأكولات الغنية بالأملاح، والسكريات.
- الحرص على إعطاء الطفل الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الموجودة في الخضروات والفواكه.
- ممارسة الأنشطة الرياضية المفيدة لبناء جسم الطفل.
خير من العلاج الوقاية:
لوقاية طفلك من زيادة الوزن، يمكنك أن تقدم له أطعمة صحية وتشجيعه على ممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة.
- اختر مكافآت غير الطعام، من السلوكيات السيئة إعطاء وعد بتقديم الحلوى للطفل مقابل السلوك الحسن.
- تأكد من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم.تشير بعض الدراسات إلى أن الحصول على قدر قليل للغاية من النوم قد يزيد من خطر الإصابة بالسُمنة.
- تأكد أيضًا من زيارة طفلك للطبيب لمتابعة حالته الصحية بشكل جيد مرة واحدة على الأقل في السنة. خلال هذه الزيارة، يقيس الطبيب طول طفلك ووزنه، ويحسب مؤشر كتلة الجسم. أي زيادة ملحوظة في الرتبة المئينيّة لمؤشر كتلة الجسم لطفلك على مدى سنة واحدة هي علامة محتملة على أن طفلك عرضة لخطر زيادة الوزن.