دخول أولياء الأمور
العربية

أهمية تعليم قيمة الصبر للأطفال

كل الأشياء الجميلة تحدث لنا بعد فترة من الصبر، النجاح يأتي بعد فترة من العمل والصبر، وتحقيق الأحلام يأتي بعد فترات وفترات من الصبر.

فضيلة الصبر تحدث عنها الفلاسفة والحكماء وأوصت بها الأديان وأجمعت عليها الكتب السماوية الثلاثة، وكما أن الإنسان الراشد يحتاج إلى عدة اختبارات لكي يستوعبها ويتقبل الحياة بها ومعها، فإن الطفل يحتاج أن يسمع عنها ويجربها في سن صغيرة لكي ينشأ على تقبلها والتعامل مع مجريات الحياة بها.

لماذا يحتاج الطفل أن يتعلم الصبر؟

الطفل بطبعه لحوح، وفي معظم الأوقات لديه انطباع “أريد هذا الآن وحالاً”، بدون أي طاقة للانتظار أو الصبر، مثل عدم الصبر على وجبة الطعام، أو عمل الفروض المنزلية، أو الخروج، أو شراء لعبة ما، وهو في الحقيقة سلوك إنساني وليس خاص بالطفل فقط ولكن إذا تعلم الطفل الصبر في سن صغيرة ومعرفة أن ليس كل ما يتمناه سوف يناله في التو واللحظة، سوف يؤهله لواقع الحياة عندما يكبر، وهو واقع مفاداه أن ليس كل ما نتمناه سوف يأتي لنا في يوم وليلة.

ومن فوائد تدريب الطفل على قيمة الصبر:

  • زيادة القدرة على التركيز.
  • الاستمتاع باللحظة الحالية التي يعيش فيها.
  • الوقاية من بعض الاضطرابات النفسية الناتجة عن العجلة مثل القلق والعصبية والتوتر.
  • يساعد الصبر في التحكم في النفس وتقوية الإرادة وخلق شخصية لديها ثقة في النفس.
  • اتقان الصبر يجنب الطفل تكرار الفشل.

طرق تعليم الصبر للأطفال

تحتاج عملية تعليم الطفل فضيلة الصبر إلى الصبر من الوالدين، وإليكم بعض الخطوات والأفكار التي تساعدكم على إنجاز المهمة:

  • يجب أن تبدأ بالحديث مع الطفل عن أهمية قيمة الصبر وتأثيرها الإيجابي على حياته وآثاره ونتائجه، تحدث مع طفلك بصدق ووضوح وسوف يستوعب.
  • يجب أن تكوت قدوة للطفل، وعلى قدر الإمكان يجب أن يلمح في تصرفاتك في الحياة اليومية قيمة الصبر متمثلة.
  • تقسيم اليوم إلى أوقات منظمة، ويحتوي كل فترة منها على مجموعة من الأنشطة وعلى الطفل الانتظار نهاية كل مرحلة منها.
  • يجب إعطاء أسباب مقنعة ومنطقية للرفض ولكي يصبر الطفل…”لا أستطيع أن أجلب لك كأس العصير الآن فأنا أتكلم بالهاتف، ويمكنني تنفيذ طلبك عند إنهاء المكالمة”، وبهذا تكون قد تخلصت من “بعد شوية” ” بعد قليل” “ليس الآن” وهي كلها جمل سلبية لا تعني للطفل أي شيء ذو معنى.
  • حاول استخدام فكرة تسلسل الأحداث بدلًا من استخدام مدة زمنية، فمثلُا “سوف نذهب إلى النادي بعد أن ننتهي من وجبة الغذاء” بدلًا من ” سوف نذهب إلى النادي يعد ساعة”. هذا التسلسل يكون من السهل على الطفل أن يستوعبه.
  • لا تستجب أبدًا لإلحاح المستمر، من الهام جدًا أن تكون حاسمًا في هذا الوقت.
  • حاول أن تستغل الأحداث اليومية التي نمر بها جميعًا في تعليم الطفل الصبر، مثل انتظار موعد الدخول للطبيب، طابور انتظار البنك، زحام محطة البنزين للتزود بالوقود، أو حتى أوقات زحام المرور في وقت الذروة. إنها أوقات وفرصة مثالية للحديث مع الطفل عن حتمية ظهور موافق حياتية تتطلب منه الصبر عندما يكبر.
  • الزراعة أيضًا درس جيد في الصبر، يمكنك اختيار أي نوع من النباتات المنزلية، مثل الفول أو القمح، وإلقاءها في التربة ومتابعتها والصبر عليها حتى تنبت، مع شرح قيمة الصبر على المزروعات لكي تؤتي بنتيجة.
  • لا تستعمل أبدًا الصبر كوسيلة للعقاب في حالة ما إذا أخطأ الطفل، فهذا سوف ينفر الطفل من الفكرة وتأتي بنتائج عكسية.
  • الثناء على الطفل إذا ما استجاب للإرشادات وتحلى بالصبر في موقف ما.

بعض الألعاب والتمارين التي تُعلم الصبر

  • لعبة الصمت: عليك أن تطلب من الطفل أن يصمت لمدة زمنية محددة تتفقان عليها مع وضع تنبيه صوتي بعد انقضاء المدة.
  • لعبة أكل الفاكهة: اختر فاكهة معينة وأطلب من الطفل أن يأكلها في مدة زمنية أطول من المعتاد، ولتكن عشرون دقيقة مثلًا لأكل عنقود من العنب. حاولا أن تستمتعا.
  • لعبة الهدية المخبأة: اختر هدية يحبها الطفل وقم بوضعها في مكان خفي بالمنزل، وأطلب منه أن يبحث عنها خلال مدة زمنية طويلة نسبيًا مع وعد بأن يحتفظ بها إذا وجدها.
  • لعبة المنبه: أختر أي حدث أو نشاط، مثل الخروج من المنزل مثلًا أو ركوب السيارة أو استخدام ألعاب الفيديو ثم قم بضبط منبه المحمول على مدة زمنية معينة على ألا يحدث هذا النشاط إلا بعد أن يرن جرس المنبه.
  • لعبة البازل: اختر من السوق بازل مكون من عدد كبير من القطع (لا تقل عن ١٠٠٠) ثم أطلب من الطفل أن يشاركك في جمعه، ولا بأس من مشاركة الأخوة والعائلة.
  • لعبة التلوين: اشتر من السوق كتاب تلوين “الماندالا” وشارك الطفل تلوينه بهدوء وصبر.
  • لعبة الخبز: وفيها يشاركك الطفل خبز العجائن وانتظار النتيجة بعد التسوية.
  • لعبة الكروت:تبدأ بتحضير عدد من الكروت وأظهريها لطفلك ليركز فيها لمدة دقيقة واحدة، ثم قومي بإدارتها إلى الخلف واطلبي منه أن يعمل على إظهار الكروت المتشابهة.
  • صيد الأسماك: وهي تعتبر ذروة تعليم الصبر للأطفال والكبار على السواء، ويمكنك فيها اصطحاب الطفل إلى مكان للصيد وإلقاء الطُعم وانتظار الأسماك.

ربط الصبر بالواقع

سرد القصص الواقعية للطفل للتأكيد على قيمة الصبر تعطي مصداقية لمجهوداتك، وفيها يمكنك أن تسرد قصص حقيقية لأناس أو أطفال صبروا حتى تحقق أمانيهم وأحلامهم.

كما أن قصص الأنبياء والرسل في الكتب السماوية ممتلئة بالعبر والمواعظ والقصص التي صبروا فيها حتى نالوا ما يريدون بدعم من الله، وهنا يجب عليك شرح القيمة الدينية للصبر ونتائجها وجزائها عند الله.