Posted on
مايو 23, 2022
by
Wesam Magdy
0 Comments
[vc_row][vc_column][vc_single_image image=”58061″ img_size=”full” alignment=”center”][vc_column_text]نمر جميعًا بفترات نميل الانعزال والانزواء أكثر من غيرها، ونلاحظ أننا على مسافة بعيدة في تعاملاتنا مع الآخرين. أما بالنسبة لأبنائنا فأحيانًا تنتابهم نوبات نشاط عارمة، وأحيانًا يبدأون في الصراخ أو الإنعزال أيضًا. في الحالة المزاجية للبشر عمومًا تعتمد على الكثير من العوامل منها حالة الجو، والمشاكل التي نواجهها، والأشخاص التي نتعامل معهم بشكل يومي، والمواقف المفاجأة التي نجد أنفسنا بها. ولكن كيف نعرف الفرق بين أن يكون أحد أبنائنا هو طفل طيف التوحد أم أنه فقط شخص هادئ لا يحب الاختلاط المبالغ فيه، ويفضل الأنشطة غير المرهقة؟
ما هو طيف التوحد؟
هو اضطراب عصبي يؤثر على نمو الطفل خصوصًا في النمو العاطفي، فنجد أن مصاب طيف التوحد يواجه صعوبات في تكوين وتطوير العلاقات الاجتماعية. كما يواجه أحيانًا بعض الصعوبات اللغوية والاضطرابات الحركية في بعض الأحيان، بالإضافة إلى الحساسية للضوء و الأصوات المرتفعة.
أنواع التوحد
فيما سبق كان طيف التوحد مقسم إلى خمسة أطياف مختلفة، وهم: التوحد التقليدي، ومتلازمة اسبرجر، ومتلازمة ريت، والاضطراب التحليلي الطفولة، واضطراب الارتقاء المنتشر. في وقتنا الحالي لا يطلق الأطباء أي من هذه الأنواع على أي حالة بل يستخدمون مصطلح طيف التوحد بشكل عام ليصفوا جميع الأنواع فيما عادا متلازمة ريت والتي تنفصل عن باق الأنواع نظرًا لأنها اضطراب وراثي.
وعلى الرغم من كون نسبة كبيرة من مصابي طيف التوحد لديهم إعاقة ذهنية إلا أن الأمرين مختلفان عن بعضهما البعض تمامًا ولا يعتبروا مرآة لنفس المرض. فمصاب التوحد يظهر صعوبة شديدة في التواصل والتعامل مع الآخرين ولكن دون تأخر عقلي ما، أما أصحاب الإعاقات الذهنية يتمكنوا من التعامل مع الآخرين حتى وإن كانت التعاملات تسفر عن شجار، إلا أنهم يظهرون تأخر عقلي ملحوظ على عكس مصابي التوحد.
أثبتت الإحصاءات أن نسبة الإصابة بمرض التوحد هي حالة مقابل كل 59 شخص، وتكون أكثر شيوعًا عند الذكور بنسبة 4 أضعاف عن نسبة حدوث المرض عند الإناث، وقد ازدادت نسبة الإصابة بالتوحد في القرن الماضي نظرًا لما وصل إليه الطب والأطباء مما ساعدهم على اكتشاف المرض بشكل أسهل.
الأسباب والأعراض
لا يوجد أسباب طبية واضحة أو وراثية توصل إليها الأطباء بخصوص طيف التوحد فيما عدا متلازمة ريت. أما بالنسبة للأعراض فقد لاحظ الأطباء مجموعة من الأعراض التي إذا لاحظتها على طفلك بداية من سن الثانية يجب زيارة الطبيب لتأكيد التشخيص ومتابعته بشكل أدق، وهي:
صعوبات في التعامل مع الآخرين وتكوين العلاقات الاجتماعية:من العوامل التي تظهر أن الطفل مصاب بطيف التوحد هي تجنبه للتواصل البصري منذ المهد، وكرهه العناق والقبلات. كما يظهر على الطفل المصاب بالتوحد الميل للعزلة وعدم تكوين العلاقات الاجتماعية، والرغبة في اللعب وحده دائمًا. كما لاحظ خبراء السلوك أن الطفل المصاب بطيف التوحد لا يمكنه التمييز بين الكلمات الجارحة والكلمات المشجعة على سبيل المثال، أو فهم شعور الشخص الذي يتحدث من خلال تعبيرات وجهه أو نبرة صوته.
تكرار أنماط سلوكية بشكل معين: ما يحدث داخل عقل الأطفال المصابون بطيف التوحد يصعب علينا فهمه أحيانًا وفهم العلم الذي يقف وراءه. ولكن هناك الكثير من العلماء، والأطباء، وخبراء السلوك الذين كرسوا حياتهم لملاحظة تلك الأمور، وقد أجمعوا على أن الطفل المصاب بطيف التوحد يكرر سلوكيات بعينها مثل هز رأسه، أو الأرجحة، أو القيام بحركة ما بشكل متكرر يبعث الراحة في داخله. قد يميل البعض أيضًا إلى التعلق بجماد ما مثل عروسة ما، وتكرار الأكل ذاته كل يوم مثل حب تناول وجبة معينة لا غيرها. قد ينزعج بعضهم من ملمس، أو رائحة، أو شكل شيئًا ما بطريقة غير مبررة تسبب لهم الذعر عند رؤية هذا الشيء.
العلاج
يستخدم بعض المتخصصين تحليل السلوك التطبيقي ABA من أجل تحسين المهارات اللُغوية الاجتماعية عند الطفل، ليكتسب مهارات تواصل أفضل مثل تحسين التواصل البصري والجسدي بشكل عام. يساعد تحليل السلوك التطبيقي على الحد من السلوكيات العدوانية التي يقوم بها أطفال طيف التوحد أحيانًا كنوع من أنواع أساليب الدفاع. يصمم العلاج التطبيقي حسب حالة وتفاصيل كل طفل نظرًا لاختلاف كل طفل عن الآخر و تباين احتياجاتهم.[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]